استمرار الجدل بواشنطن بشأن فضيحة الصحف العراقية

REUTERS /Top U.S. commander in Iraq General George Casey (C) arrives for a ceremony to restore Iraqi border security in the restive city of Kusaiba, near the Syrian Iraq border,


تواصل الجدل في واشنطن إزاء أسلوب التعامل مع وسائل الإعلام العراقية بعد كشف النقاب عن دفع الجيش الأميركي أموالا لصحف عراقية كي تنشر روايات مؤيدة للولايات المتحدة.

وأكد الجيش الأميركي في بيان له أنه دفع لنشر مقالات في صحف عراقية مستعينا بطرف ثالث لتخفيف المخاطر على الناشرين، مشيرا إلى أنه سيحقق في أي مخالفات قد تكون وقعت.

وشدد البيان على أن هذا الإجراء وسيلة أساسية للقادة العسكريين للتأكد من أن الشعب العراقي يحصل على معلومات آنية وحقيقية وذات مصداقية.

وقال البيان إن مقالات قدمت للنشر إلى صحف عراقية وفي بعض الحالات تم القبول بها ونشرها كإعلان مدفوع.

وقال العميد باري جونسون وهو أحد المتحدثين باسم الجيش الأميركي إن الاتهامات الخطيرة التي أثيرت في سياق هذا الموضوع تشير إلى أن هذه العملية "وظفت بأسلوب مختلف عما هو مقصود". وقال إن الجيش الأميركي في العراق يراجع هذه المزاعم وسيحقق في أي أخطاء.

من جهتها قالت شركة لنكولن غروب للعلاقات العامة المتعاقدة مع الجيش الأميركي للمساعدة في التعامل مع وسائل الإعلام العراقية إنها كانت تعمل باستمرار مع أجهزة الإعلام العراقية "لتشجيع التغطية الإخبارية الصادقة في شتى أنحاء العراق". وقالت الشركة في بيان "نواجه الأكاذيب والترويع والشر المحض للإرهاب بقصص واقعية".

ولم يشر البيان إلى أموال سرية أو إلى رواية صحيفة لوس أنجلوس تايمز بأن الشركة استخدمت موظفين أو متعاقدين من الباطن يتظاهرون بأنهم صحفيون يعملون بشكل حر أو مسؤولون بشركات إعلان لوضع روايات مؤيدة للأميركيين في أجهزة الإعلام العراقية.


انتقادات
وأثار الكشف عن هذه القضية انتقادات كبيرة في الولايات المتحدة واعتبرت ضربة للمصداقية الأميركية واستقلالية الإعلام العراقي.

"
السيناتور الجمهوري جون وورنر:
البنتاغون لا يزال يجمع معلومات عن حجم هذا البرنامج السري وما إذا كان الجيش الأميركي دفع إلى صحفيين عراقيين ليكتبوا مقالات تشيد بالأميركيين
"

وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري جون وورنر بعدما أطلعه مسؤولون في وزارة الدفاع على القضية إن البنتاغون لا يزال يجمع معلومات حول حجم هذا البرنامج السري وحول ما إذا كان الجيش الأميركي قد دفع إلى صحافيين عراقيين ليكتبوا مقالات تشيد بالأميركيين.

وقال وارنر للصحفيين إنه في بعض الأحيان أغفل ذكر أنه تم الدفع مقابل نشر المقالات ويتم التحقيق في ذلك، موضحا أن شركة لنكولن غروب هي التي أعدت المقالات.

أما المتحدث باسم البنتاغون برايان وايتمان فقال إن الوزارة لم تحدد بعد ما إذا كان دفع أموال للهيئات الإخبارية العراقية لنشر مقالات يشكل انتهاكا لأي قوانين أو لقواعد وإجراءات الوزارة.

وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن موظفين في لينكولن غروب قدموا أنفسهم أحيانا على أنهم صحفيون مستقلون أو مسؤولون في شركات إعلانات عند تسليهم المقالات إلى صحف عراقية من دون ذكر علاقتهم بالقوات الأميركية.

وقالت إن عددا كبيرا من عشرات المقالات التي كتبها جنود في "شعبة المعلومات" ونشرت في الصحف العراقية قدمت على أنها مقالات عير منحازة لصحفيين مستقلين.

كما ذكرت صحف مجموعة "نايت ريدر" هذا الأسبوع أن القوات الأميركية دفعت أيضا لصحفيين عراقيين لكتابة مقالات إيجابية في حقهم، وقد دفعت مبلغا قد يصل إلى 200 دولار شهريا لأعضاء في نادي الصحافة في بغداد.

المصدر : وكالات

إعلان