موسى في جدة لبحث الملف السوري

بدأ الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى جولة تشمل السعودية وسوريا في إطار تحرك يهدف إلى بلورة موقف عربي عام من قرارات مجلس الأمن ضد دمشق.

ومن المقرر أن يجري موسى الليلة جولة من المباحثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ووزير خارجيته سعود الفيصل حول المسألتين السورية والعراقية.

وقال موسى قبيل توجهه إلى مدينة جدة إن محادثاته في السعودية ستتناول المقاربة العربية المطلوبة إزاء الموضوع السوري، وبلورة موقف عربي عام من قرارات مجلس الأمن الدولي التي تصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، دون أن يوضح طبيعة الموقف الذي يعنيه.

لكن مصدرا بالجامعة العربية أوضح أن موسى يشير إلى ضرورة التزام الدول العربية بالقرارات الدولية، ويجيز هذا الفصل -الذي صدر بموجبه القرار 1636 المتعلق بسوريا- اتخاذ إجراءات عقابية ضد أي دولة تمتنع عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن بما فيها اللجوء إلى القوة.

ومن المقرر أن يتوجه موسى بعد ذلك إلى دمشق حيث سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد، ووزير خارجيته فاروق الشرع، قبل أن يغادر إلى براغ لحضور مؤتمر حول الإصلاح بالشرق الأوسط، يتوجه بعدها للبحرين حيث سيبحث مع المسؤولين هناك الأزمة السورية والوضع في فلسطين.

وكان موسى التقى قبيل مغادرته القاهرة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، وبحث معه الملف السوري بعد قرار مجلس الأمن 1636 الذي يدعو سوريا إلى تعاون كامل وغير مشروط مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والتي يترأسها القاضي الألماني ديتليف ميليس.

undefined

رسالة أنان
وفي القاهرة دعا أنان سوريا إلى مواصلة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية، وأشاد بمؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بتعاونها بتطبيق قرار مجلس الأمن 1559.

لكنه طالبها بالتعاون الكامل حتى تنتهي اللجنة من مهمتها بموجب القرار 1636 وقال إن الرسالة واضحة وهي أنه لن يسمح لأحد بالإفلات من العقاب في هذه القضية.

وأضاف أن محاكمة جميع المتورطين في العملية سيكون كافيا في محاولة على ما يبدو لتهدئة المخاوف العربية من تصعيد الضغوط الدولية على سوريا على خلفية ملف الحريري.

ومن جانبه كشف أبو الغيط أن أنان يفضل محاكمة المتهمين داخل لبنان، وأضاف أن كل الاحتمالات تبقى مطروحة لأي محاكمة دولية وفقا لرأي ميليس ومن خلال توافق لبناني دولي.

تحركات سورية
وفي إطار التحرك السوري الساعي لحشد الدعم العربي بمواجهة الضغوطات الدولية، وصل وليد المعلم نائب وزير الخارجية السوري إلى ليبيا موفدا من الرئيس الأسد.

وكان المعلم قد سلم أمس في عمان رسالة من الأسد إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وشملت جولة المعلم كل من سلطنة عمان والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين.

undefined

كما أعلنت رئيسة اللجنة القضائية السورية الخاصة باغتيال الحريري القاضي غادة مراد أن اللجنة استمعت لشهادات عدد من الشهود الذين استمع إليهم ميليس بوقت سابق، مؤكدة استعداد اللجنة مع أي خبرات أجنبية أذا اقتضت الضرورة.

من جهة أخرى أعلن مسؤول بوزارة الخارجية السورية أن الرئيس الأسد انتدب الشرع لحضور قمة الشراكة الأوروبية المتوسطية "يورميد".

لكن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي أكد أن الدعوة وجهت للشرع وليس للأسد، وذلك بسبب ما سماه دور سوريا باغتيال الحريري.

ضغوط أميركية
وفي بيروت طالبت إليزابيث ديبيل نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بتطبيق ما تبقى من بنود القرار الدولي رقم (1559) على وجه السرعة، مؤكدة خلال وجودها ببيروت أنه لا يمكن الجمع بين الديمقراطية وبين وجود سلاح خارج سلطة الحكومة.

وقد انتقد حزب الله بشدة طريقة تعامل الأميركيين مع التطورات اللبنانية، واتهم واشنطن باستغلال حادثة اغتيال الحريري من أجل تصفية حسابات مع من وصفها بأنظمة الممانعة والاعتراض بالمنطقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات