الصين تعلن الحرب على الدجاج في عام الديك


ويصر عام الديك على عدم الرحيل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب قبل أن ينتقم للملايين من بني ريشه الذين يجري إعدامهم بتهمة نقل الفيروس المسبب لمرض إنفلونزا الطيور.
مجلس الوزراء الصيني شكل خلية أزمة من مختلف الوزارات المعنية للتعامل مع الحدث وأقر موازنة بقيمة ربع مليار دولار لمكافحة الفيروس الذي اعتبر خطرا داهما يهدد الصحة العامة والأمن الاجتماعي.
السلطات نشرت أيضا المئات من نقاط المراقبة على مداخل المدن والبلدات على امتداد البلاد حيث يتم تعقيم العربات والأشخاص. وتحاول الحكومة توفير لقاحات لجميع الطيور وتفرض على أصحاب المزارع ومقتني الطيور تلقيحها، مهددة بسجن أو توقيف من يثبت عدم التزامه بالتعليمات.
شفافية غير مسبوقة
حملة الانتقادات الواسعة التي تعرضت لها الصين أثناء تفشي مرض سارس عام 2003 بسبب تكتمها على المرض لا وجود لها الآن خاصة بعد أن أقرت الحكومة الصينية التوقف عن اعتبار أعداد الضحايا جراء الكوارث الطبيعية من أسرار الدولة.
وقد ذهبت بكين إلى أبعد من ذلك بنشر تقرير يومي عن تطورات المرض في أنحاء البلاد شبيه بنشرة الأحوال الجوية وحددت فترة قصوى لا تتجاوز الثلاث ساعات للإعلان عن أي إصابة في أي منطقة في الصين.
وعلى الرغم من عدم الإعلان رسميا عن أي إصابة في صفوف البشر فإن الصين طلبت مساعدة منظمة الصحة العالمية للتحقق من ثلاث حالات إصابة إحداها لفتاة في الثانية عشرة من عمرها توفيت في السابع عشر من أكتوبر الماضي في إقليم خونان جنوبي الصين.
في ظل هذه الظروف يزداد القلق لدى المواطن العادي الذي بدأ يحجم عن تناول لحوم الطيور ومنتجاتها, لأنه يعلم أن الكثير من هذه الإجراءات الحازمة ستبقى تعاني من بعض الثغرات كاحتمال تقاعس المزارعين عن تلقيح جميع دواجنهم طالما أن ذلك ليس مجانيا بعد كما أن التعويض الذي يحصل عليه المزارع من الحكومة جراء التخلص من دواجنه لا يتجاوز نصف سعرها في السوق.
الصين دعت أيضا إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمحاربة هذا "الإرهاب الجديد" الذي يعبر القارات ويهدد الملايين, لكن كل هذه الإجراءات وفق رأي المراقبين لن تستطيع أن تمنع الطيور من أن تطير.
وهكذا فإن تلك المخلوقات التي عرفت بأنها أليفة تصبح الآن مخيفة. وبعد أن بقي مصيرها منذ وجدت يحدده خيار واحد هو أن تقتل كي تؤكل، صارت الآن تؤكل فتقتل.
ــــــــــــ
مراسل الجزيرة