مستقلو المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ينتقدون رئيسه بوبكر

سيد حمدي- باريس
تقرر تأجيل انعقاد المجلس الإداري للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية من السابع والعشرين من الشهر الحالي إلى الثامن من يناير/كانون الثاني القادم، وسط أنباء عن خلافات بين بعض أعضاء المكتب، في حين انتقد ممثل مجموعة المستقلين بالمجلس رئيسه دليل بوبكر بسبب ما وصفه بانفراده باتخاذ القرار.
وأوضح عبد الله بوصوف في تصريحات خاصة للجزيرة نت أن بوبكر -الذي يرأس المؤسسة الرسمية الجامعة لكل مسلمي فرنسا- ساهم في تغييب المجلس أثناء الأحداث الأخيرة التي شهدتها الضواحي الفرنسية، فضلا عن قيامه بالتعبير عن آرائه الشخصية باسم الجميع دون طرح الموضوع مسبقا للنقاش.
واستشهد ممثل أكبر مجموعة داخل المجلس على اتهام أبوبكر بالانفرادية بأن الأخير رفض رفضا تاما أي تعديل في قانون العلمانية لعام 1905 في حين أن أغلبية المسلمين تؤيد مثل هذا التعديل دون نقض القانون ذاته. وطالب بوصوف بـ"الابتعاد عن كل الانتماءات السياسية والسهر على الشؤون الدينية لمسلمي فرنسا والدفاع عن حقوقهم".
وردا على سؤال حول وجود نزعة لدى البعض بتأييد الرئيس جاك شيراك وسط أجواء الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية، عبر عن رفضه تسييس هذه المؤسسة الإسلامية والابتعاد عن مساندة مرشح على حساب آخر وعدم الخوض تماما في مثل هذه الأمور.
وعزا بوصوف تأجيل انعقاد المجلس الإداري إلى ضرورة توافر الوقت الكافي للتحضير للاجتماع ودراسة المقترحات المعروضة على أعضائه. ودعا ممثل المستقلين إلى إنجاز سياسة عامة موضوعة سلفا لمدة ثلاثة أعوام قادمة يمكن على أساسها الالتزام أمام المكتب الإداري ومحاسبة المجلس وتقديم حصيلة ما تم وما لم يتم إنجازه والمعوقات التي حالت دون ذلك.
غياب المجلس
وعبر بوصوف عن دهشته من أن دليل بوبكر لم يوجه أي دعوة لانعقاد المجلس رغم سخونة الأحداث في الفترة الماضية، رغم أن مجلس الأمن القومي الفرنسي برئاسة شيراك اجتمع لبحث المشكلة.
" بوصوف: المجلس كان غائبا أثناء اتهام أحد الفلاسفة الفرنسيين بأن المسلمين يقفون وراء الأحداث الأخيرة " |
وعزا غياب المجلس إلى "حسابات ومبادرات شخصية تنم عن رغبة في إقصاء البعض من اتخاذ القرار". ورأى بوصوف أن المجلس كان غائبا عندما صمت إزاء تصريحات أحد الوزراء الفرنسيين عن وقوف تعدد الزوجات وراء أزمة الضواحي، وعند اتهام أحد الفلاسفة الفرنسيين في تصريحات للصحافة الإسرائيلية بأن المسلمين يقفون وراء الأحداث الأخيرة.
وكذّب ممثل المستقلين ما أوردته صحيفة لوموند في عدد اليوم من أنه ينتمي للفدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا، مشددا على استقلاليته. ونأى بنفسه -في هذا السياق- عن النزاع القائم داخل الفدرالية التي تعتبر إحدى أكبر مكونات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. والجدير بالذكر أن الفدرالية عرفت مؤخرا انشقاقا بين ما يعرف باسم التيار "التاريخي" بقيادة رئيسها محمد بشاري، في مواجهة تيار آخر عرف باسم "الاعتيادي".
________________
مراسل الجزيرة نت