الفلسطينيون يراقبون التطورات على الساحة الإسرائيلية

Palestinian students shout at an Israeli soldier in the West bank city of Hebron as they protest after the army erected a checkpoint blocking their way to school, 22 November 2005. Polls on today predicted Ariel Sharon's re-election as Israeli premier at the head of his new faction,

عوض الرجوب- الضفة الغربية

لا يمكن للفلسطينيين أن ينأوا بأنفسهم بعيدا عما يجري في الساحة الإسرائيلية لاسيما أن كيفية التعامل معهم تعتبر نقطة الخلاف الأساسية بين الأحزاب والقوى الإسرائيلية المختلفة.

وتعتبر مختلف التطورات -ابتداء من فوز الرجل الاجتماعي عمير بيرتس برئاسة حزب العمل وانسحابه من حكومة الائتلاف مع حزب الليكود برئاسة أرييل شارون، مرورا بالاتفاق على إجراء انتخابات مبكرة للكنيست، وانتهاء باستقالة شارون من حزب الليكود وتشكيله حزبا جديدا- محط اهتمام الشارع الفلسطيني، وسط آمال ضئيلة بأن يجد فيها تغيرات جوهرية لصالح قضيته.

ثلاث قوى
ويجمع سياسيون فلسطينيون وخبراء في الشؤون الإسرائيلية في أحاديث منفصلة للجزيرة نت على أن المرحلة القادمة ستشهد تنافسا بين ثلاثة أحزاب رئيسية في إسرائيل هي العمل برئاسة عمير بيرتس، والليكود برئاسة بنامين نتنياهو، وحزب المسؤولية الوطنية برئاسة أرييل شارون.

وفي ظل هذا التغيير "الجوهري" في الساحة السياسية الإسرائيلية، كما يصفه السياسيون في السلطة الفلسطينية، فإن ذلك ينعكس على الصراع العربي الإسرائيلي من عدة نواح، لا سيما أن رجلا غير عسكري وصل إلى رئاسة حزب العمل.

وفي هذا السياق يشير وزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية سفيان أبو زايدة إلى أن الأجندة الاجتماعية هي التي ستكون سائدة خلال الفترة القادمة في ظل وجود مرشح حزب العمل بيرتس، وهو ما سيُضعف بالتالي حزب الليكود بشكل كبير.

undefinedوأوضح أن التغير الأبرز هو أن بيرتس لن ينظر إلى الصراع فقط من منظور أمني، كما كان سلفه في السابق، وإنما من منظور اقتصادي وسياسي، مضيفا أن عدم وجود شخصية أمنية وعسكرية على رأس حزب العمل يشكل تطورا إيجابيا.

لكن أبو زايدة يتساءل هل سيكون ذلك كافيا لإحداث اختراق في الجمود السياسي الحالي أم لا؟ وخلص إلى أن الأمر منوط بالتطورات إلى حين إجراء الانتخابات الإسرائيلية.

إدارة الأزمة
من جهته أوضح صالح النعامي الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن التغير الأبرز على الساحة الإسرائيلية هو تبكير الانتخابات وانسحاب شارون من حزب الليكود وتشكيله حزبا جديدا، معربا عن اعتقاده بأن شارون سيواصل سياساته في كل ما يتعلق بالجانب الفلسطيني.

"
توقعات بأن يستمر شارون في التعامل مع الفلسطينيين بسياسة إدارة الأزمة وليس حلها
"

وتوقع أن يستمر شارون في التعامل مع الفلسطينيين بسياسة إدارة الأزمة وليس حلها، وسيعلن في حال تمكنه من تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات المبكرة نيته إحداث انطلاقة في عملية التسوية على أساس رسالة الضمانات الأميركية التي تعطي إسرائيل حق ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى، وعدم الانسحاب إلى حدود 67 وغيرها.

ونوه النعامي إلى أن الخلاف بين الليكود وشارون خلاف حقيقي وليس تمثيلا، فشارون يدرك أن لإسرائيل مصالح إستراتيجية يتوجب تحقيقيها وإن كان ذلك بالمناورة السياسية، بخلاف حزب الليكود الذي لا يريد أعضاؤه أي هامش مناورة.

أما عطا القيمري المتابع للشؤون الإسرائيلية فأشار إلى أن مفتاح الحرب والسلام بيد إسرائيل باعتبارها القوة الأساسية الفاعلة في المنطقة، موضحا أن أي تطورات على الساحة السياسية الإسرائيلية ستنعكس حتما على الساحة الفلسطينية.

وأوضح أن التحدي الذي سيكون في المرحلة المقبلة هو "من سيكون قادرا على فرض أجندته؟ وما مدى قدرة أي طرف على إقناع الناخب بجدول أعماله".

وأعرب عن اعتقاده بأن شارون في دعايته الانتخابية سيكون اجتماعيا أكثر ليواجه الفقر ويتحدى بيرتس، الذي سيسعى بدوره لإقناع الشارع الإسرائيلي بأنه سيقوم بدوره في نصرة الفقراء، وفي ذات الوقت لن يتردد في القيام بما قام به شارون ضد الفلسطينيون إذا استوجب الأمر.

_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة