ندوة حول تطور الإعلام الإسلامي بألمانيا

ندوة حول الإعلام الاسلامي في ألمانيا
 
اختتمت بمقر الأكاديمية الكاثوليكية بمدينة شتوتغارت الألمانية أمس أعمال مؤتمر حول تطور وسائل الإعلام الإسلامي في ألمانيا ودورها في تفعيل اندماج المسلمين في المجتمع وصياغة أسلوب جديد للتواصل بين الأقلية المسلمة والمؤسسات المختلفة.
 
وفي تصريح للجزيرة نت اعتبر المشرف على المؤتمر د. هانز يورج شميد أن المؤتمر مثل فرصة حقيقية للإعلاميين والمنظمات الإسلامية ومنتديات الحوار الإسلامي المسيحي ومبادرات الاندماج لطرح كافة القضايا الشائكة المتعلقة بالمسلمين ومناقشتها بشفافية.
 
واستهل المؤتمر الذي تواصل على مدى يومين فعالياته المتعددة بمحاضرتين لاثنين من خبراء الإعلام الألماني البارزين دارت الأولي حول صورة الإسلام في الإعلام الألماني بعد تفجيرات مدريد ولندن ومقتل المخرج الهولندي تيو فان جوخ, وحملت الثانية عنوان "صور عدائية ضد الإسلام أم صورة دين يتعامل بشكل عدائي؟" وقدمت تقييما عاما لتعاطي وسائل الإعلام الألمانية مع قضايا الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج.
 
وخصص المؤتمر في يومه الثاني ندوة موسعة لمناقشة نتائج تطور الإعلام الإسلامي في ألمانيا شارك فيها عدد من المختصين بينهم رئيس تحرير صحيفة إسلاميشا تسايتونج الألمانية سليمان فيملس وبكر ألبوغا من القسم الإعلامي لمنظمة ديانات الإسلامية التركية.
 
واعتبر المشاركون في هذه الندوة أن مسلمي ألمانيا حققوا خلال فترة وجيزة نقلة نوعية في تطورهم الإعلامي تمثلت في تغير دورهم من مجرد خبر أو محور في تقارير الإعلام الألماني إلي إعلاميين محترفين يصنعون بثقة تقاريرهم من خلال شبكة إعلامية خاصة.
 
واتفق المشاركون على أن مظاهر التطور في مسيرة الإعلام الإسلامي في ألمانيا شملت انفتاحه علي المسلمين وغير المسلمين ومناقشته للقضايا العامة المثارة في المجتمع الألماني بعد أن كان قاصرا على الشأن الإسلامي.
 

كما عرض المشاركون تصوراتهم عن وسائل تفعيل الدور الإعلامي للجالية المسلمة بحيث تصبح جزءاً رئيسيا من مكونات المشهد الإعلامي الألماني، واعتبروا أن هناك ارتباطا قويا بين تفعيل هذا الدور وبين تقديم صورة موضوعية للإسلام.
 
الإعلام الإسلامي
وأقيمت على هامش المؤتمر ندوة ثانية لتقييم وتطبيع العلاقة بين الإعلام الإسلامي والإعلام الألماني وقدم المشاركون في هذه الندوة تعريفا بالمشاريع الإعلامية التي يمثلونها وشرحا لأهدافها.

 
وقدمت منى نجار تعريفا بموقع قنطرة الألماني الحكومي الذي تشرف علي تحريره, فأشارت إلى أن الموقع الذي تأسس عقب هجمات الـ11 من سبتمبر وصدر بثلاثة لغات هي العربية والألمانية والإنجليزية بهدف تجسيد مبادئ حوار الحضارات وتجسير الهوة بين الثقافتين الإسلامية والغربية.
 
وأشار أيمن مزايك رئيس تحرير موقع إسلام . دي أيه الخاص بالمجلس الأعلى للمسلمين إلي أن الموقع الذي تأسس عام 1996 يعد أول موقع إسلامي يقدم خدمة إعلامية شاملة باللغة الألمانية للتعريف بالدين الإسلامي وعرض أخبار المسلمين.
 
وخلص المشاركون في ندوة ثالثة أقيمت تحت عنوان الإسلام والإعلام بين التطورات والتوقعات والمستقبل المنظور, إلى أن حجم المعروض عن الإسلام في وسائل الإعلام الألمانية تضاعف عشرات المرات خلال  السنوات الأخيرة.
 
واعتبروا أن زيادة حساسية الإعلام الألماني في التعاطي مع القضايا الإسلامية وتكثيفه للمعلومات المتعلقة بها لا يعني أنه ناقش هذه القضايا بموضوعية لأن صورة الإسلام ساءت في هذا الإعلام بشكل كبير خلال السنوات الأربعة الماضية.
 
وفي ختام المؤتمر دعا المشاركون الدوائر الرسمية الألمانية إلى تمثيل تمثيل الأقلية المسلمة في المجلس الإعلامي الحكومي أسوة بالتمثيل الحالي لغيرهم من الأقليات الدينية الأخرى, وطالبوا بمساعدة وسائل الإعلام الإسلامية لتفعيل دورها في تحقيق تواصل بناء بين مسلمي ألمانيا ومجتمعهم.
 
وشارك في المؤتمر الذي نظمته ورعته الأكاديمية الكاثوليكية في المدينة, عدد كبير  من الرسميين الألمان ومسؤولون في الكنيسة الكاثوليكية, ومنظمات إسلامية, وممثلو أجهزة الإعلام العامة والخاصة, ووسائل الإعلام الإسلامية هناك وخبراء من المراكز الأكاديمية المهتمة بمتابعة قضايا الاندماج والحوار الإسلامي المسيحي.
______________
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة