للمرة الأولى امرأة فرنسية تتقدم على الأفيال الاشتراكيين

سيدي حمدي-باريس
سجلت المرأة صعوداً غير مسبوق داخل الحزب الاشتراكي الفرنسي المعارض منذ تأسيسه على يد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران مطلع السبعينات. فقد تقدمت وزيرة البيئة السابقة سيجولين رويال جميع قيادات الحزب من الرجال وباتت الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية عام 2007.
وفجرت رويال -المولودة في العاصمة السنغالية داكار- المفاجأة في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بي.في.أي" دفع بها إلى المقدمة على حساب الأفيال، وهي التسمية التي تطلق على القيادات داخل أكبر أحزاب المعارضة في فرنسا.
وجاء هذا التطور بينيما الحزب منهمك في الإعداد لمؤتمره العام في مدينة مانز يوم الجمعة القادم في ظل خلافات حادة بين قياداته.
أفضل الاشتراكيين
وأظهر الاستطلاع الذي نشر اليوم أن سيجولين حصلت على تأييد 22% من أنصار الحزب، رداً على سؤال حول أفضل السياسيين الاشتراكيين للترشح للرئاسيات، تلاها الرئيس السابق للحزب ليونيل جوسبان بنسبة 21%، ثم نائب رئيس الوزراء السابق دومينيك ستروس بـ13%، ووزير الثقافة السابق جاك لانج ورئيس الحزب فرانسوا هولاند بـ9% لكل منهما، ورئيس الحكومة السابق لوران فابيوس بـ8%.
" |
واعتبر مقربون من الوزيرة السابقة نتيجة الاستطلاع انتصاراً لرويال التي تعرضت للتهكم في أوساط القيادات من الرجال عقب الترويج لأنباء تتحدث عن عزمها الترشح للانتخابات الرئاسية. وقد حدا بها ذلك إلى شن هجوم حاد قائلة إن "الفظاظة والسوقية لا تخدمان الحزب الاشتراكي".
ورفضت النائبة ورئيس المجلس المحلي لإقليم بواتو شارنت في تصريحات لمحطة "إل.سي.إي" التلفزيونية وضع النقاط على الحروف بشأن موضوع الترشح. وقالت في هذا الصدد إن "إجراءات اختيار المرشح لم تبدأ بعد داخل مؤسسات الحزب بشكل رسمي"، دون أن تنفي في الوقت ذاته إمكانية الانضمام إلى قائمة المرشحين الاشتراكيين المحتملين لخوض انتخابات الرئاسة العام بعد القادم.
رئيسة جيدة
وقد برهن استطلاع مؤسسة بي.في.أي على تنامي شعبية الوزيرة السابقة للبيئة، إذ حظيت بالمصداقية لدى 46% من عموم الفرنسيين، و60% من أنصار الحزب الاشتراكي. وجاء هذا التأييد رداً على سؤال عما إذا كانت سيجولين رويال "رئيسة جيدة للجمهورية" الفرنسية.
واستخلص جيروم سانت ماري المحلل في المؤسسة من نتائج الاستطلاع أن فرص رويال في الانتخابات لا تقل عن فرص المرشحين من الأحزاب الأخرى مثل وزير الداخلية نيكولا ساركوزي رئيس حزب الأغلبية الاتحاد من أجل حركة شعبية، ورئيس الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية فرانسوا بايرو.
وأشار ماري إلى أن رويال نجحت في احتلال المكانة التي كان يتمتع بها في السابق ليونيل جوسبان الذي خسر في الانتخابات الرئاسية عام 2002، مضيفا أنه في ظل الخلافات داخل الحزب الاشتراكي تبدو رويال كحل أكثر قوة بدلاً من الأفيال المتناحرين.
يذكر أن شعبية القيادية الاشتراكية مارتين أوبري ابنة القيادي الاشتراكي البارز جاك ديلور، قد حققت تقدما ملحوظا في عقد التسعينات على حساب أقرانها من الرجال، دون أن تتمكن من الوصول إلى المكانة الحالية التي حققتها سيجولين رويال.
_____________
مراسل الجزيرة نت