شهيدان والسلطة الفلسطينية ترفض الحلول الأحادية

استشهد ناشطان فلسطينيان أحدهما قائد في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في جنين شمال الضفة الغربية والآخر في قطاع غزة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوة إسرائيلية خاصة اغتالت الليلة الماضية قائد كتائب شهداء الأقصى مدينة جنين شجاع بلعاوي بعد أن تمكنت من إصابته بعيارات نارية في رجله واعتقاله.
وأضاف المراسل أن بلعاوي تمكن في البداية من الهرب بعد إصابته، إلا أن القوة الإسرائيلية الخاصة التي كانت تلاحقه بالاستعانة بطائرة تمكنت من اعتقاله فيما بعد وتصفيته بدم بارد بإطلاق عدة أعيرة نارية على أنحاء متفرقة من جسده.
وقالت كتائب شهداء الأقصى التي تستعد لتشييع الشهيد إن بلعاوي بقي ينزف لمدة خمس ساعات قبل أن يستشهد متأثرا بالإصابات التي تعرض لها. يذكر أن بلعاوي مطلوب لقوات الاحتلال منذ عامين وتعرض لعدة محاولات اغتيال.
وكان الجيش الإسرائيلي توغل مساء السبت في مدينة جنين, وقد اصطدم بمقاومة عنيفة.
وفي روايته للحادث قال جيش الاحتلال إن قواته رصدت ثلاثة مسلحين في جنين وأطلقت النار عليهم، مشيرا إلى أنه خلال عمليات التفتيش التي جرت في اليوم التالي عثرت في منزل قريب على هذا الرجل ميتا بعد إصابته بالرصاص.
وكان فلسطيني آخر استشهد أمس أيضا وجرح آخر برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أطلقت النار عليهما في منطقة خزاعة قرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده رصدوا فلسطينيين يقطعان أجزاء من السياج الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة ويحاولان زرع عبوة ناسفة، فأطلقوا النار عليهما وأصابوهما. وقال مراسل الجزيرة إن الشهيد ينتمي إلى كتائب شهداء الأقصى.
يأتي ذلك بعد ساعات من إصابة فتى فلسطيني بعد أن أطلق جنود بالبحرية الإسرائيلية النار عليه بينما كان يقوم مع عدد من أقربائه بصيد السمك في ساحل غزة. وذكرت مصادر طبية أن الفتى البالغ من العمر 17 عاما في وضع حرج، بينما قال صيادون إن البحرية الإسرائيلية اعتقلت بقية أفراد المركب للتحقيق معهم.
وفي تطور آخر قال جيش الاحتلال إن ناشطين فلسطينيين بغزة أطلقوا صاروخا على جنوب إسرائيل، وردت المدفعية الإسرائيلية بقصف منطقة مفتوحة بالجزء الشمالي من القطاع.
فرض الحلول
من ناحية ثانية أكدت السلطة الفلسطينية استعدادها للدخول فورا في مفاوضات الوضع النهائي, معربة عن قلقها من استمرار إسرائيل في فرض الإجراءات الأحادية.
وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع في بيان صدر عن مكتبه إثر استقباله وزيرة العدل البلجيكية لوريت أنكلينيكس عن قلق السلطة من عدم وجود شريك إسرائيلي, لافتا إلى أن السياسة الأحادية التي تنتهجها إسرائيل تتناقض مع مبدأ الشراكة في السلام.
ونقل عن قريع أن الاحتلال يحاول فرض حلول أحادية في الضفة الغربية تقوم على أساس استكمال الجدار العازل والتوسع الاستيطاني ومواصلة تهويد القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني.
وأورد البيان أن وزيرة العدل البلجيكية أكدت دعم بلادها للشعب الفلسطيني في الوصول للاستقلال عبر حل سلمي يؤدي إلى إقامة دولة مستقلة قابلة للحياة.
وكان قريع اعتبر أمس -في ندوة بعنوان "القدس مفتاح السلام والحرية" عقدت على هامش إحياء الذكرى الأولى لرحيل الزعيم ياسر عرفات- أن إسرائيل لم تعد "شريك سلام بل شريك صراع" من خلال مواقفها بشأن القدس الشرقية.