سوريا تتمسك بموقفها من الاستجواب ورايس تنتقدها

توقع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أن تواصل واشنطن ضغوطها على بلاده، مؤكدا أن دمشق تتجنب إجراء التحقيقات مع مواطنيها بلبنان في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري "حفاظا على استقراره".
وذكر الشرع على هامش مؤتمر وزاري إقليمي في البحرين حول الإصلاح والتنمية، أنه يتوقع أن تستمر واشنطن في الضغط على بلاده بسبب ما سماه جدول أعمال سريا.
وأضاف أن التحقيق مع سوريين في لبنان من شأنه أن يصعّد من حالة الاحتقان والتوتر داخل لبنان، معتبرا أن هذا الأمر سيؤدي إلى قيام مظاهرات لصالح كل طرف هناك.
وقال الوزير السوري إن بلاده ستتعاون مع اللجنة "بدون تحفظات سوى سيادة سوريا"، مجددا طرح بلاده بإجراء التحقيقات في أي مكان في سوريا تحت علم الأمم المتحدة أو في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وتزامنت تصريحات الشرع مع نفي مسؤولين سوريين في تصريحات لمراسل الجزيرة صحة التقارير التي تحدثت عن اقتراح دمشق أن يتم استجواب مسؤوليها الستة الذين حددهم ميليس في القاهرة أو فيينا أو جنيف.
وكانت اللجنة الدولية التي يترأسها القاضي الألماني ديتليف ميليس قد طلبت استجواب المسؤولين السوريين الستة ومن ضمنهم صهر الرئيس السوري بشار الأسد، في العاصمة اللبنانية بيروت حيث اغتيل الحريري في فبراير/شباط الماضي.
ونفى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال زيارته مؤخرا لدمشق تقديمه اقتراحا للقيادة السورية بإجراء الاستجوابات في القاهرة، فيما تمسك الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان خلال زيارته للقاهرة قبل أيام بقناعته بضرورة إجراء التحقيقات مع المسؤولين السوريين في لبنان.
مطالب رايس
بموازاة ذلك دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الحكومة السورية إلى الإفراج عن المعارض كمال اللبواني مؤسس التجمع الليبرالي الديمقراطي وأحد معارضي النظام المعروفين برموز "ربيع دمشق".
وقالت في كلمة ألقتها بالمنامة بحضور الشرع نفسه "إن الديمقراطية لن تتحقق إلا عندما تسود دولة القانون وعندما يصبح الإعلام حرا ويصبح عمل الحكومة شفافا وقابلا للمحاسبة من قبل الشعب، وعندما تصبح المحاكم المستقلة قادرة على تأمين العدالة للمجتمع ويتمتع الجميع بفرص متكافئة".
وأضافت أن بلادها ستستمر في دعم تطلع الشعب السوري للحرية والديمقراطية والعدالة في إطار حكم القانون.
وكان اللبواني الذي وصفت رايس اعتقاله بالتعسفي قد أوقف الثلاثاء الماضي بعد عودته من واشنطن حيث التقى ستيفن هادلي نائب مستشار الأمن القومي الأميركي.
وأطلق وصف "ربيع دمشق" على الفترة التي شهدت مناقشات سياسية واجتماعية ساخنة في سوريا، في أعقاب وفاة الرئيس حافظ الأسد في يونيو/حزيران عام2000. ومن رموز هذه الفترة أستاذ الاقتصاد عارف دليلة والنائب رياض سيف.
اتهام اللبواني
في هذه الأثناء وجهت السلطات السورية اتهاما إلى اللبواني بالنيل من هيبة الدولة بعد إحالته إلى قاضي التحقيق السابع، حسبما أفاد به الناطق باسم المنظمة العربية لحقوق الإنسان عمار القربي.
وتصنف التهمة وعقوبتها ثلاث سنوات في باب الجنح وهو ما اعتبره القربي أمرا إيجابيا بسبب عدم اتهام اللبواني بالتخابر مع دولة أجنبية الذي تصل عقوبته إلى السجن المؤبد.
وجاء التجاذب الأميركي السوري المستجد غداة انتقاد الرئيس الأميركي جورج بوش لخطاب الأسد الخميس الماضي الذي هاجم فيه القيادات اللبنانية وديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق باغتيال الحريري.
استجواب لحود
وفي بيروت نفى المستشار بالرئاسة اللبنانية رفيق شلالا أن يكون رئيس الجمهورية إميل لحود قد خضع للاستجواب في التحقيق الدولي بشأن اغتيال الحريري.
وقال شلالا في تصريحات للجزيرة إن لحود لم يتحدث مع اثنين من أعضاء اللجنة بصفته شاهدا، وإنما تحدث للجنة التحقيق ببعض المعطيات بصفته رئيسا للجمهورية.
وأوضح بيان للرئاسة اللبنانية أن المعطيات التي أفاد بها لحود لعضوين من اللجنة خلال استقباله لهما عصر أمس، جاءت لتوضيح حقيقة ما تردد من اتصالات هاتفية أجريت مع القصر الرئاسي قبيل تنفيذ عملية الاغتيال.