سامي الحاج بعيون أسرته في السودان

يمضي مصور الجزيرة سامي الحاج المعتقل سنته الرابعة بمعتقل غوانتنامو، دون توجيه تهمة له أو تقديمه لمحاكمة، وقد عبرت العديد من المنظمات والجمعيات عن استنكارها لاستمرار احتجازه رغم أنه لم يرتكب أي جرم سوى أداء واجبه المهني عندما كان يشارك في تغطية الحرب الأميركية على أفغانستان أواخر العام 2001.
الجزيرة نت اتجهت إلى موطن سامي في السودان والتقت خاله محجوب محمد الجاك لتنقل ولو نذرا يسيرا من أسى أسرته المكلومة التي يفجعها ما يصل إليها من تعرضه للتعذيب وإضرابه عن الطعام، تماما كما يحدث لزوجته وطفله المقيمين بالدوحة حيث لم ير سامي ابنه أو حتى صورته أو يسمع صوته.
ماذا يمثل سامي للأسرة؟
هو عمادها.. فوالده كان مريضا قبل وفاته بعد اعتقاله، وإخوته في طور التحصيل العلمي وهو العائل الوحيد لهم خاصة بعد وفاة والدته في العام 1992. بل كان يمثل المرشد والمربي لإخوته الصغار.
كيف هي أخلاقه؟
هو رجل ذو أخلاق عالية وكان مطيعا لوالديه، وتربى تربية دينية كغالب أهل السودان إذ نشأ بين أسرة تنتمي إلى طائفة الختمية إحدى الطرق الصوفية والحزب الاتحادي الديمقراطي وهو من أحزاب الوسط في السودان.
كم عدد أفراد أسرته؟
هو واحد من بين ستة أشقاء.
هل صحيح أن والده توفي متأثرا بنبأ اعتقاله؟
كان والده يعاني من مرض السكر وحينما علم باعتقال ابنه سامي كان كثير الحزن والسؤال عليه، وهذا الحزن عجّل بمنيته ولكنا نقول إن الأعمار بيد الله.
كيف وصل إلى الدوحة ومنها إلى أفغانستان حيث الاعتقال؟
كان يعمل في الشارقة بأحد المصانع، ولحبه للتصوير التحق بقناة الجزيرة بعد أن نجح في اختباراتها، وأذكر أنه كان يطلب مني في صغره أن أحضر له كاميرا تصوير وهذا ما يؤكد حبه للتصوير منذ مقتبل عمره، كما أن سامي يجيد اللغة الإنجليزية وهذا ما ساعده كثيرا في الالتحاق بقناة الجزيرة.
كيف علمتم باعتقاله؟
علمنا عن طريق قناة الجزيرة بعد عدة أشهر تقريبا ولم نكن نتصور أو حتى نتخيل أن تقوم الإدارة الأميركية أو أي جهة أخرى باعتقال صحفي كان يؤدى دوره المهني دون أن تكون له أي علاقة سياسية بأي تنظيم.
وقد تلقينا نبأ اعتقاله بصدمة بالغة خاصة إخوته الصغار الذين كانوا يرون أنه يمثل والدهم الثاني من حيث الرعاية والتربية.
كيف كانت اتصالاتكم مع وزارة الخارجية السودانية؟ وكيف كان تعاملها مع هذه القضية؟
نحن نعلم أن وزارة الخارجية هي الجهة المختصة للتعامل مع هذه القضية، لذلك لجأنا إليها وناشدناها بالتدخل لحل المشكلة ونجحنا في الاجتماع مع المسؤولين بالخارجية على رأسهم وزير الخارجية السابق مصطفى عثمان إسماعيل الذي وعدنا بمتابعة الأمر بصورة شخصية، ووعدنا أيضا خيرا بإطلاق سراحه مع إخوته السودانيين كما أننا لمسنا أن الخارجية ترى أنه لا توجد تهمة حقيقية تجاه ابننا سامي. فكانوا دائما ما يصبروننا ويقولون إن إطلاق سراحه مسألة وقت ليس إلا.
هل التقيتم محاميه؟
لم نلتق محاميه ولكننا انتظرناه حسب ما سمعنا بأنه سيصل السودان ويلتقي بالأسرة والمسؤولين السودانيين.
هل سبق لكم أن توقعتم الإفراج عنه مع من تم إطلاق سراحهم وحضوره للسودان؟
نعم عندما علمنا أن هنالك ثلاثة من أصل اثني عشر معتقلا في غوانتنامو سيصلون السودان وحسب تصريحات وزير الخارجية الذي قال فيها إنه يتوقع أن يكون من بينهم سامي، ذهبنا إلى مطار الخرطوم ومعنا الذبائح ففوجئنا بعدم حضوره ولكننا ذبحناها فرحا بعودة إخوانه الذي تم إطلاق سراحهم ووصلوا السودان بخير وعافية.
هل تلقيتم أي رسالة منه مؤخرا؟
الرسالة التي وصلتنا كانت قبل شهرين تقريبا وقال فيها إنه ربما يطلق سراحه خلال رمضان أو قبل عيد الأضحى وطمأننا على صحته ونرجو أن يكون بخير وأن يتم إطلاق سراحه فورا.
_____________
مراسل الجزيرة نت