الشرطة الفرنسية تأمل بعودة الهدوء بعد تراجع نسبي للعنف
أعربت الشرطة الفرنسية عن أملها في عودة سريعة للهدوء في فرنسا في ضوء تراجع حدة أعمال العنف التي لا يزال يقوم بها فرنسيون ومهاجرون من أصول أفريقية ومغاربية.
وقال قائد الشرطة الفرنسية ميشيل غودان للصحفيين في باريس إنه "يمكن أن تهدأ الأمور بسرعة شديدة جدا" متحدثا عن ما أسماه "هدوءا ملحوظا".
وأوضح غودان أن المشكلة تظل حادة في منطقتي تولوز وليون رغم تراجع أعمال العنف فيهما.
وانتقلت أعمال الشغب في فرنسا من الضواحي الفقيرة إلى وسط مدينتي ليون وتولوز مساء أمس وللمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات قبل 17 يوما. واستخدمت الشرطة في مدينة ليون الغازات المسيلة للدموع لتفريق جماعات من الشبان كانوا يلقون الحجارة ويحطمون السيارات في وسط المدينة.
وفي المقابل اتسمت الأوضاع في العاصمة باريس بالهدوء إذ نشر آلاف الجنود في الشوارع لتنفيذ الحظر المسائي على الاجتماعات العامة. وقد أضرمت النيران في أكثر من 374 سيارة في أنحاء فرنسا منذ أمس السبت، وأعلنت الشرطة اعتقال 212 شخصا.
وقالت مصادر الشرطة إن التوتر تراجع أمس عموما عما كان عليه الوضع في السابق لكنه يتواصل في عشرات المناطق بعد أربعة أيام من إعلان الطوارئ وتطبيق حظر التجول.
عمل صارم
يأتي ذلك في وقت تعهد فيه وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال اجتماع للشرطة في قلب باريس الليلة الماضية بعمل صارم يشمل طرد المهاجرين المتورطين في هذه الأعمال.
وأضاف موجها كلامه للمهاجرين الذين اشتركوا في أعمال العنف "إذا كنتم تريدون العيش في فرنسا بتصريح إقامة عليكم أن تلتزموا بالقوانين.. قوانين الهجرة تسمح بالطرد، وإنني وزير الداخلية وسأطبق القانون".
وقوبلت تصريحات ساركوزي خلال تواجده في شارع شانزليزي الذي يعتبر إحدى نقاط التوتر المحتملة، بصيحات استهجان.
وكان ساركوزي بعث مساء الجمعة ببرقية إلى المحافظين طلب منهم فيها بالبدء بإجراءات طرد الأجانب الذي يدانون بسبب مشاركتهم في العنف.
ويمكن أن يحصل إجراء الطرد على أساس قرارات يتخذها المحافظون ولكن أيضا بقرار يتخذه الوزير نفسه.
وستتخذ هذه الإجراءات بموجب المادة 521 من قانون دخول الأجانب إلى البلاد وإقامتهم فيها وحق اللجوء في حال وجود تهديد خطير للأمن العام.
عنف مجاور
وكانت أعمال العنف انتقلت الليلة الماضية إلى بلجيكا. وقالت شرطة بروكسل إنها اعتقلت 20 شخصا ووضعتهم قيد الاعتقال الإداري خلال تظاهرة لمجموعة من الشبان في وسط العاصمة.
كما أحرقت ثلاث سيارات بالعاصمة بروكسل في أعمال عنف وصفتها الشرطة بالفردية.
وشهدت هولندا أيضا أعمالا مماثلة، حيث أحرق شبان سيارتين وألحقوا أضرارا بثالثة في روتردام، ولكن الشرطة قالت إن الهدوء عاد إلى الحي بعيد منتصف الليل.
وفي العاصمة اليونانية أثينا أعلن مصدر في الشرطة أن مجهولين أضرموا النار الليلة الماضية في معرضين لبيع السيارات بأحد الشوارع الرئيسية في أثينا، ما أدى إلى احتراق 20 سيارة.
وجاء الحادث بعد ساعات من تظاهر نحو 100 شاب مساء السبت أمام السفارة الفرنسية في أثينا تضامنا مع شبان الضواحي الفرنسية.