الأردن يعرض اعترافات عراقية أكد تورطها بالتفجيرات

عرض التلفزيون الأردني مساء اليوم اعترافات سيدة عراقية قال إنها تدعى ساجدة عتروس الريشاوي وإنها كانت ضمن خلية تابعة لتنظيم القاعدة في العراق التي نفذت تفجيرات ثلاثة فنادق في عمان الأسبوع الماضي.
وقالت الريشاوي في اعترافاتها إنها دخلت للأردن بتاريخ الخامس من الشهر الجاري برفقة زوجها في سيارة خاصة وبجواز سفر عراقي مزور، ثم قاما باستئجار شقة في عمان، وفي الـ9 من الشهر نفسه قام زوجها بإلباسها حزاما ناسفا وارتدى هو حزاما آخر، ودربها على كيفية استخدامه، ثم توجها إلى فندق راديسون ساس، حيث كان يقام حفل زفاف في إحدى قاعاته.
وأوضحت السيدة في اعترافاتها أنها وقفت بإحدى زوايا الفندق وزوجها في زاوية أخرى، وأنها حاولت تفجير نفسها لكنها فشلت، بينما تمكن زوجها من تفجير الحزام الناسف الذي يرتديه.
وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت اليوم أسماء الخلية التي نفذت تفجيرات عمان، وهم رواد جاسم محمد (23 عاما)، وصفاء محمد علي (23 عاما) وعلى حسين وزوجته ساجدة، وجميعهم عراقيو الجنسية.
وقال نائب رئيس الوزراء الأردني مروان المعشر إن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على ساجدة التي اعترفت بتفاصيل المخطط، منوها إلى أنها شقيقة ثامر الريشاوي رئيس تنظيم القاعدة في الأنبار، والذي كان يعتبر الساعد الأيمن لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي، مشيرا إلى أن الريشاوي قتل بالفلوجة في وقت سابق.
وقال المعشر إن المنفذين استخدموا كرات نارية لإيقاع عدد أكبر من الضحايا وإن التحقيقات أثبتت عدم تورط أي أردني في هذه التفجيرات، لكنه شدد على أن السلطات ما زالت تحقق مع من اعتقلتهم من الأردنيين والذين ينتمون إلى تنظيم القاعدة في العراق لمعرفة ما إذا كانوا على علاقة بهذه التفجيرات أم لا.
وردا على أسئلة الصحفيين قال المعشر إنه لا علم لديه عن مصدر الأحزمة الناسفة التي استخدمها المفجرون، مؤكدا أن التحقيقات لا تزال جارية.
من جهة أخرى نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أمنيين أردنيين قولهم إنهم يتوقعون من خلال استجواب الانتحارية ساجدة الريشاوي الكشف عن المزيد من عمليات تنظيم القاعدة في الأردن.
حرب فكرية
من جانبه أشار العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى أن تفجيرات عمان استهدفت أردنيين وليس مواطنين غربيين. وقال في تصريحات لمحطة "إن بي سي" الأميركية إن التفجيرات لا علاقة لها بالغرب، وأشار إلى أن الفنادق الثلاثة التي استهدفتها التفجيرات عادة ما يتردد عليها مواطنون وعراقيون.
كما أكد الملك الأردني في كلمة له أمام إعلاميين أجانب مشاركين في مؤتمر لوكالات الأنباء بعمان أن الصراع هو بين الغالبية العظمى من المسلمين وبين من يمثلهم الزرقاوي، والذين قال عنهم إنهم لا يمتون للإسلام بصلة، ولديهم وجهة نظر معينة تجاه العالم تهدف إلى ضرب المسلمين بالمسيحيين وغيرهم مما يؤدي إلى تفجر صراع الحضارات على حد قوله.
تضامن غير مسبوق
وفي إطار التضامن الدولي غير المسبوق الذي حظي به الأردن بعد التفجيرات التي تعرض لها، وصل الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون إلى عمان اليوم، حيث سيعقد مؤتمرا صحفيا في فندق راديسون ساس الذي كان هدفا لأحد الهجمات الثلاثة، في إشارة إلى تضامنه مع الأردن.
كما يتوقع وصول الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى الأردن في وقت لاحق اليوم، وكذلك وزيري خارجيتي الدانمارك والمجر.
ويستقبل المسؤولون الأردنيون غدا كل من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والرئيس الفلسطيني محمود عباس -كلا على حدا- حيث سيعربان عن تضامنهما مع الأردن.
وقد زار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عمان الجمعة الماضي تنديدا بالهجمات، فيما قام الرئيس الأميركي جورج بوش بزيارة السفارة الأردنية بواشنطن معزيا.
وقال مسؤولون أردنيون للتلفزيون الحكومي أمس إن التفجيرات فشلت في تحقيق الأهداف المرجوة منها والمتمثلة بضرب قطاعي السياحة والاستثمار، مشيرين إلى أن العديد من الشركات العالمية قد أعلنت نيتها الاستثمار في عمان، كما قرر مسؤولون أوروبيون نقل مؤتمرات كان مقرر عقدها في أوروبا إلى الأردن كنوع من التضامن مع هذا البلد.
كما ينتظر وصول آلاف السياح لمدينة العقبة الساحلية خلال الأسابيع القادمة والتي كانت قد تعرضت لهجوم قبل ثلاثة شهور استهدف بارجة أميركية كانت راسية في ميناء العقبة.