استنكار سني للعمليات العسكرية غربي وشمالي العراق
13/11/2005
دعا الحزب الإسلامي العراقي والمؤتمر العام لأهل العراق -وهما أكبر الأحزاب السنية في بلاد الرافدين- إلى "وقف فوري" للعمليات العسكرية في محافظتي الأنبار وديالى والتي تأتي قبل عدة أسابيع من موعد الانتخابات التشريعية المؤمل إجراؤها منتصف الشهر المقبل.
واستنكر الحزب الإسلامي في بيان "العمليات التي لم تجن منها المحافظات إلا الويلات", وقال إنه يرى بأن هذه العمليات حلقة في مسلسل يهدف إلى "إجهاض العملية السياسية في المحافظات المغيبة". وقال البيان إن "العمليات وصلت إلى حد كارثي وخلقت اعتقالات وقتلا وتدميرا", مشيرا إلى أن الأنباء تشير إلى عملية عسكرية جديدة على الأبواب في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.
من جانبه طالب المؤتمر العام لأهل العراق الذي يتزعمه عدنان سلمان الدليمي بوقف حملة الاعتقالات الجارية حاليا ضد رموز أهل السنة في محافظة ديالى شمال بغداد. وأكد بيان للحزب أن هذه العمليات تقوم بها "وزارة الدفاع والداخلية والمليشيات التابعة لبعض الأحزاب المشاركة في الحكومة الحالية".
ومن المؤمل أن تشهد الانتخابات المقبلة مشاركة سنية واسعة بعد أن أدى رفض العرب السنة المشاركة في الانتخابات التشريعية يوم 30 يناير/ كانون الثاني الماضي إلى قيام برلمان جاء تمثيل السنة فيه ضعيفا جدا.
ويعتبر الائتلاف السني الذي يضم الحزب الإسلامي ومجلس الحوار الوطني لخلف العليان ومؤتمر أهل العراق الذي قرر دخول الانتخابات في لائحة واحدة باسم "جبهة التوافق العراقية" أهم الكيانات السنية.
الستار الفولاذي
وبينما يتعالى الاستنكار لما يقوم به الجيش الأميركي غربي العراق, ذكر بيان للقوات الأميركية أن عملية الستار الفولاذي العسكرية التي تشاركها فيها قوات عراقية في منطقة الكرابلة على الحدود السورية دخلت مراحلها الأخيرة.
وأوضح البيان أن المتفجرات الجاهزة للانفجار قلت مع تقدم القوات, موضحا أن نحو 19 عبوة ناسفة محلية الصنع تم اكتشافها في الكرابلة، إضافة إلى ثلاثة منازل تم تفخيخها بالمتفجرات وسيارة.
ويشارك في العملية التي بدأت غربي العراق في الخامس من هذا الشهر, 2500 جندي من قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) وألف جندي عراقي. وتزعم القوات الأميركية أن العملية تهدف إلى إعادة إحلال الأمن على الحدود العراقية السورية وتدمير شبكة القاعدة التي تنشط في الحصيبة غربا.
الانسحاب الكارثي
وبالرغم من تصاعد عدد الأصوات المطالبة بخروج القوات الأجنبية من العراق لتسببها في زيادة حالة عدم الاستقرار داخل وخارج البلاد حسب الكثير من التصريحات محليا وعربيا ودوليا, اعتبر الرئيس العراقي جلال الطالباني أن أي انسحاب مبكر "لقوات التحالف" من العراق "سيكون كارثيا", وسيؤدي إلى حرب أهلية مع عواقب خطيرة على كل الشرق الأوسط.
إعلان
وقال الرئيس العراقي في مقابلة مع شبكة ITV التي ستبث اليوم إن الانسحاب المبكر "سيؤدي إلى حرب أهلية وسنخسر كل ما قمنا به لتحرير العراق من أسوأ أنواع الدكتاتورية". وأكد أن على القوات العراقية أن تستعد لتسلم المهام من القوات البريطانية في الجنوب بمحيط البصرة بحلول نهاية العام المقبل.
كما دعا الطالباني دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة إلى تنسيق مختلف مراحل الانسحاب التدريجي بشكل وثيق مع السلطات العراقية. أما على الصعيد الداخلي فأعرب عن خشيته من تصاعد أعمال العنف قبل الانتخابات التشريعية المقررة في الـ15 من الشهر المقبل, غير أنه اعتبر أن "المتمردين" لن ينجحوا في التأثير على النتيجة.
غير أن عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي قال إن من المحتمل أن تخفض الولايات المتحدة وقوات التحالف عدد الجنود في العراق العام المقبل. وأدلى عبد المهدي بهذا التصريح خلال زيارة لمدينة ديربورن قرب ديترويت التقى خلالها بوزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد ومسؤولين في البيت الأبيض.
مؤتمر الوفاق
على الصعيد السياسي أفادت جامعة الدول العربية بأن الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي سيعقد في القاهرة بين 19 و21 من هذا الشهر, برعاية أمينها العام عمرو موسى الذي كان قد دعا إليه أثناء زيارته بغداد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في أول زيارة له للعراق منذ سقوط نظام صدام حسين، العراقيين إلى تأييد المبادرة العربية التي تهدف إلى تحقيق الوفاق الوطني بين مختلف فئاتهم. وأعرب عن ترحيب الأمم المتحدة بالمبادرة العربية لتحقيق الوفاق بين مختلف فئات الشعب العراقي.
إعلان
المصدر : وكالات