مشرف يناشد العالم المساعدة وعدد ضحايا الزلزال كارثي

 
طلب الرئيس الباكستاني برويز مشرف من الأسرة الدولية تقديم مساعدات عاجلة لبلاده لمواجهة الآثار الناجمة عن الزلزال المدمر الذي ضربها أمس وأودى بحياة ما لا يقل عن 30 ألف شخص في كشمير الخاضعة للسيطرة الباكستانية وحدها وفق آخر التقارير.
 
وقال في تصريح أوردته وكالة أنباء الباكستانية الرسمية أثناء مغادرته في جولة تفقدية إلى المناطق المنكوبة إن باكستان بحاجة ماسة وعاجلة لمعونات مالية وأدوية وخيام ومروحيات شحن للوصول إلى سكان المناطق النائية التي أصبحت مقطوعة عن العالم.
 
في هذه الأثناء بدأت المعونات الدولية تتدفق إلى باكستان للمساعدة في إغاثة منكوبي الزلزال، في وقت بدأ يتكشف فيه حجم الكارثة الإنسانية المأساوية.
 
فقد وصلت طائرتا مساعدات تركيتان تحملان مواد إغاثة وأدوية وفريقا طبيا. كما وصل فريق إنقاذ بريطاني بمعداته وكلابه المدربة وباشر عمله على الفور في العاصمة إسلام آباد. في حين وصل فريق تابع للأمم المتحدة إلى مظفر آباد عاصمة كشمير الباكستانية التي باتت معظم أبنيتها مهدمة.
 
وقال مراسل الجزيرة في العاصمة الباكستانية إنه يتوقع وصول مساعدات أخرى وفرق إغاثة وإنقاذ من بريطانيا وإيرلندا والولايات المتحدة والصين والأردن. كما أعلنت كل من السعودية والإمارات وقطر وأستراليا والصليب الأحمر عن إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى المناطق المنكوبة في باكستان.
 

undefinedهزات ارتدادية

في غضون ذلك تواصلت الهزات الارتدادية التي أعقب الزلزال الذي بلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر، مسببة أضرارا وخسائر جديدة في شمال باكستان لم يعرف حجمها حتى الآن. وسجلت دائرة الأحوال الجوية الباكستانية 45 هزة ارتدادية في العاصمة والمناطق المنكوبة خلال الـ24 ساعة الماضية.
 
قال مدير دائرة الأحوال الجوية في إسلام آباد قمر الزمان إن أربع هزات ارتدادية على الأقل بلغت قواتها 5.5 درجات. وأشار مراسل الجزيرة إلى أن الهزات الارتدادية أثارت حالة من الذعر في صفوف سكان المدن والبلدات الباكستانية الذين يقضون معظم أوقاتهم في العراء خوفا من انهيار مساكنهم. 
 
ضحايا الزلزال
وبينما تتواصل عمليات الإغاثة والبحث عن ناجين وانتشال الجثث بمعدات بدائية وبسيطة يتواصل ارتفاع عدد الضحايا. فقد قال وزير الداخلية الباكستاني أفتاب أحمد شيرباو إنه بات في حكم المؤكد سقوط 19136 قتيلا و42397 جريحا.
 
وأشار في مؤتمر صحفي في إسلام آباد إلى أن زهاء 11 ألفا من القتلى قضوا في مظفر آباد عاصمة الشطر الباكستاني من كشمير، واصفا الكارثة بأنها تفوق التصور، وموضحا أن حصيلة الضحايا ترتفع كل ساعة.
 
وسبق أن نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الأشغال والاتصالات في كشمير الباكستانية طارق فاروق قوله إن عدد قتلى الزلزال بلغ 30 ألفا في منطقة كشمير وحدها.
إعلان
 
وأضاف أن بعض المدن والبلدات دمرت كليا وأن معظم مباني مظفر آباد انهارت، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي ناجين في بعض القرى مثل جاغلاري وكفلغار وهاريغال وبنيالي في منطقة يتجاوز عدد سكانها 150 ألف نسمة.
 
undefinedمن جانبه قال الوزير الباكستاني لشؤون كشمير فيصل صالح حياة إن نصف منطقة كشمير الباكستانية البالغ عدد سكانها 2.4 مليون نسمة أصيبت بأضرار جسيمة جراء الزلزال.
  
وقال مراسل الجزيرة في منقطة بالاكوت المنكوبة في كشمير إن آلاف الجثث وربما الناجين ما زالوا تحت الأنقاض في المنطقة، مشيرا إلى أن أطفالا فقدوا ذويهم في بالاكوت يبكون وهم هائمون على وجوهم عطشى وجوعى لا يهتم بهم أحد.
 
وكان أكثر المشاهد مأساوية استخراج جثث نحو 400 تلميذ من تحت أنقاض مدرستين في منطقة منسهره شمال غرب باكستان. وبين الضحايا أيضا نحو 200 جندي باكستاني من القوات المنتشرة في المناطق الحدودية خاصة خط الهدنة في كشمير.
 
وفي إسلام آباد قال مراسل الجزيرة إن فرق الإنقاذ تمكنت صباح اليوم من إنقاذ شخصين كانا تحت أنقاض برجين سكنيين، ونقل المراسل عن الشخصين قولهما إن عددا من الأشخاص لا يزالون أحياء تحت الأنقاض ويطلبون النجدة والمساعدة.
 
وفي الجانب الهندي من كشمير تأكد مقتل 558 شخصا على الأقل بينهم العشرات من عناصر الجيش الهندي إضافة إلى زهاء ألف جريح. قالت السلطات الهندية اليوم إن 258 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في بلدة واحدة بالولاية. كما أدت الانهيارات الطينية إلى قطع الطرق الرئيسية التي تصل سرينغار العاصمة الصيفية للإقليم ببقية أرجاء الهند جنوبا.
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان