شكوك بعقد قمة عباس وشارون في موعدها

خيمت الشكوك اليوم حول إمكانية انعقاد القمة المرتقبة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، بعد فشل التوصل لاتفاق خلال اجتماع تحضيري ثان لها.
وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الاجتماع الذي عقده مع مستشاري شارون دوف فايسغلاس وشالوم ترجمان لم ينته إلى اتفاق نهائي حول جدول أعمال القمة، موضحا أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر لاستكمال التحضير لها.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أنه تم الاتفاق على بعض القضايا خلال الاجتماعين اللذين عقدا اليوم ويوم الجمعة الماضي، فيما لا يزال هناك خلاف على قضايا أخرى، واصفا أجواء اجتماع اليوم بالعملية.
وقد نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أرييل شارون اليوم تشكيكه بإمكانية عقد القمة في الأيام القليلة القادمة، وقال شارون "إن عقدها أمر هام، لكن لا يمكن المشاركة فيها من دون تحضيرات كافية".
من جانبه شدد عباس في مؤتمر صحفي بمقر الرئاسة الفلسطينية في غزة على ضرورة التطرق إلى قضايا "طارئة وحساسة" في القمة، وفي مقدمتها إطلاق الأسرى والانسحاب الإسرائيلي من مدن فلسطينية وحق العودة للفلسطينيين.
وكان مصدر حكومي إسرائيلي قد أعلن أمس السبت أن القمة -التي تم الاتفاق عليها بناء على وساطة أردنية- ستعقد مبدئيا بعد غد الثلاثاء في مقر شارون، لكن المصدر شدد على أن هذا الموعد لن يتأكد رسميا قبل الانتهاء من الاجتماعات التحضيرية للقمة.
قضايا شائكة
وقد تزامن فشل الاجتماع التحضيري الثاني مع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز اليوم رفضه القاطع لتسليم عدد آخر من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية، وهو أحد أهم البنود التي تم التوصل إليها بقمة شرم الشيخ في فبراير/شباط الماضي، وتتمسك به السلطة كشرط أساسي لإحراز أي تقدم على الجانب السياسي.
ومع أن إسرائيل أبدت استعدادها لاتخاذ خطوات تعزز موقف عباس مثل إطلاق سراح أسرى وإلغاء معابر في الضفة الغربية، إلا أنها لم تنفذ شيئا من ذلك لغاية الآن.
على الجانب الفلسطيني أعلنت ثمانية أجنحة عسكرية تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية أمس رفضها تسليم سلاحها، وأكدت تمسكها بمقاومة الاحتلال، الأمر الذي يتناقض مع أهم المطالب الإسرائيلية للسير قدما بالعملية السياسية ضمن رؤية خطة خارطة الطريق.
ومن شأن فشل عقد قمة عملية وجدية بين شارون وعباس إضعاف موقف الأخير الذي سيلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارته للولايات المتحدة في الـ20 من الشهر الجاري.
ورغم الفشل في التوصل لاتفاق في القضايا الخلافية الأساسية، فإن الجانبين توصلا خلال الاجتماعين التحضيريين لاتفاق لإعادة تنشيط اللجان المشتركة لشؤون الأمن والاقتصاد ومكافحة التحريض على العنف، كما أن جيش الاحتلال أعلن اليوم إعادة فتح معبر المنطار، وهو الممر الرئيسي للبضائع بين قطاع غزة وإسرائيل والذي أغلق في الـ24 من الشهر الماضي.
شهيد بنابلس
ميدانيا استشهد شاب فلسطيني من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وحسب رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي فإن معتز أبو زعرور استشهد عندما أطلق جنود إسرائيليون أثناء دوريتهم النار على مجموعة من المسلحين الفلسطينيين، دون أن تقع أي إصابات في الجانب الإسرائيلي.
وقبل ذلك اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فتيان فلسطينيين في بلدة حوسان القريبة من بيت لحم بالضفة الغربية بزعم مهاجمتهم دوريات الاحتلال، وتتراوح أعمار الفتية بين 15 و17 عاما، وقرر الاحتلال محاكمتهم بتهم رشق الدوريات بالحجارة والزجاجات الحارقة.