المعارضة المصرية تتحد في الانتخابات البرلمانية

اتفقت قوى وأحزاب المعارضة المصرية على إعلان جبهة موحدة ضد الحزب الوطني الحاكم في الانتخابات البرلمانية أطلقت عليها اسم الجبهة الوطنية للتغيير.
وقد أبرمت الاتفاق على الجبهة أحزاب الوفد والناصري والتجمع اليساري وجماعة الإخوان المسلمين وحركة كفاية وحزبا الوسط والكرامة (تحت التأسيس) والتحالف الوطني من أجل الإصلاح والتجمع الوطني من أجل التحول الديمقراطي وحزب العمل المجمد والحملة الشعبية من أجل التغيير.
وأمكن التوصل إلى الاتفاق عبر حلول وسط لمسألة القائمة الانتخابية الموحدة في انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأفاد مراسل الجزيرة في القاهرة بأن الاتفاق يسمح للإخوان المسلمين بتنفيذ هدفهم بخوض الانتخابات بقائمة منفصلة، ولكنه يلزم القوى الأخرى بتشكيل قائمة موحدة يمكن التنسيق بشأنها مع الاخوان في بعض الدوائر.
" ستكون هناك صعوبات في الاتفاق على مرشح واحد بجميع الدوائر، لكن المعارضة تراهن على توحدها لحشد أكبر تكتل في مجلس الشعب " |
وأوضح المراسل أن القرار لا يشكل نوعا من المفاجأة، ولكنه حل توفيقي قياسا لسجل المعارضة في فشل توحيد مواقفها. ويأتي الاتفاق في وقت متأخر للغاية حيث لم يتبق سوى أسبوع على فتح باب الترشيح، ما لا يسمح لأي مرشح للاستفادة من دعم القوى الأخرى، وتكون الفائدة الوحيدة فقط هي التنسيق.
وقال الأمين العام لحزب التجمع حسين عبد الرازق في تصريح للجزيرة نت إن القائمة الموحدة ستطرح برنامجا بشعارات انتخابية تعكس هذا الاتفاق الموسع.
وأقر عبد الرازق بأن الاتفاق جاء متأخرا نوعا ما لأن المعارضة المصرية تحتاج وقتا للتوصل إلى مثل هذا التنسيق في المواقف المختلفة. وتوقع مواجهة مشكلات في تنسيق القائمة الموحدة لأن ذلك يتطلب إقناع مرشحين بالتنازل، وقال إنه إذا فشل الاتفاق على مرشح واحد ببعض الدوائر يمكن الاكتفاء بعدم التعارض بين حملات مرشحي المعارضة وتركيزها على مواجهة الحزب الحاكم.
وقال إن مثل هذا التنسيق يدعم كثيرا جهود المعارضة للحد من هيمنة الحزب الحاكم على البرلمان، موضحا أن أولى نتائجه الإيجابية ستظهر في حل مشكلة المندوبين داخل مراكز الاقتراع.
" الإخوان يخوضون الانتخابات بقائمتهم وشعاراتهم الانتخابية مقابل التنسيق مع جبهة المعارضة في مسألة الترشيحات " |
موقف الإخوان
من جهته أكد عضو مكتب إرشاد الإخوان عبد المنعم أبو الفتوح في تصريح للجزيرة نت أن الاجتماع تم بمبادرة من رئيس وزراء مصر الأسبق د. عزيز صدقي الذي يسعى لتوحيد قوى المعارضة الرئيسية في مصر لاستمرار المطالبة بالإصلاح.
وأوضح أبو الفتوح أن أول اجتماع لهذا التجمع عقد الثلاثاء الماضي بحضور عضوين من مكتب الإرشاد وأثيرت خلاله مسألة التنسيق في انتخابات مجلس الشعب.
وقال إنه رغم تحفظات الجماعة على تأخر مثل هذا التحرك فقد وافقت على تشكيل لجنة لتنسيق الترشيحات في جميع الدوائر ضد مرشح الحزب الحاكم بهدف تشكيل أكبر تكتل للمعارضة داخل مجلس الشعب.
وأضاف أن عملية التنسيق ستواجه صعوبة في إقناع بعض الأشخاص بالتنازل بعد أن بدؤوا بالفعل تحركاتهم في دوائرهم. وأشار إلى أن هذا التنسيق لا يعني تقديم تنازلات من الإخوان أو تغيير في شعاراتهم الانتخابية، موضحا أن كل مرشح سيخوض الانتخابات البرلمانية بمرجعيته المعروفة.