لينا زهر الدين: الحكم على علوني وصمة عار بتاريخ إسبانيا

لعلها كانت تلك أصعب اللحظات في حياتي المهنية، لحظة سماع النطق بالحكم بالسجن سبع سنوات على الزميل تيسير علوني مباشرة على الهواء حيث كنت مع الزميل الحبيب الغريبي نغطي ذلك الحدث الذي أجمع كثيرون على أنه وصمة عار في تاريخ القضاء الإسباني.
للحظات خلت نفسي بأنني سأنفجر بالبكاء على الهواء مباشرة تعاطفا مع تيسير وعدالة قضيته من ناحية وغيظا واستياء من قضاة يتغنون بالديمقراطية وحرية التعبير وإذ بهم يحكمون -ظلما- على صحفي ذنبه كان طبيعة مهنته بالدرجة الأولى! كيف يمكن لقاض تبرئة "متهم" وإدانته في نفس الوقت؟ إنه والله لأمر يدعو إلى العجب والأسف في آن!!
لا أكشف سرا إن قلت إن تيسير نشيط ومتفان في عمله إلى أبعد الحدود إلى درجة التضحية بحياته، ووجوده في السجن خير دليل على ذلك. ولكنني أردت أن أقول إن من يتعامل مع تيسير عن كثب يجد فيه ذلك الإنسان الرقيق الجذاب في حديثه والذي تكاد البسمة لا تفارق محياه.. غريب هذا الإنسان الذي يجمع في شخصيته بين القسوة في عمله واللين في تعامله!!
للحرية ثمن يا تيسير، والثمن هنا للأسف هو صحتك وراحة بالك وبال عائلتك، ولكن إرادتك وعزيمتك لن يكسرهما حكم قاض هنا أو اتهام هناك.. نحن معك يا تيسير فأنت ابن الجزيرة، والجزيرة اعتادت أن تحتضن أبناءها في أوقات فرحهم فما بالك وأنت في السجن… إصبر يا تيسير إن الله مع الصابرين.
ـــــــــــــــــ
مقدمة أخبار في قناة الجزيرة