الزرقاوي يبرر حربه بالعراق وموسى يحذر

قال زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي في شريط صوتي نسب إليه إن لدى المسلحين مبرراتهم الشرعية لقتل المدنيين "ما داموا من الكفار".

وأضاف الرجل الذي كان صوته يشبه صوت الزرقاوي في الشريط الذي أذاعه موقع على الإنترنت أن "التفريق بالإسلام لا يقوم بين مدني وعسكري، إنما يقوم على أساس التفريق بين المسلم والكافر. المسلم معصوم الدم أيا كان عمله ومحله. والكافر مباح الدم أيا كان عمله ومحله ما لم يكن له عهد أو أمان".

وقسم الزرقاوي في محاضرة له بعنوان "أأنتم أعلم ؟" الناس على وجه الأرض إلى ثلاثة أقسام هم المنتسبون للإسلام، والقسم الثاني المسالمون للإسلام المهادنون لأهله لذمة أو هدنة أو أمان، موضحا أن هذين القسمين دماؤهم وأموالهم معصومة، "إلا أن يأتي أحدهم بما يباح به دمه أو ماله بحكم الشرع".

وأما ما عدا ذلك فيندرج في القسم الثالث الذي أكد الزرقاوي أنه كافر لا عصمة له مطلقا ما لم يكن "ممن نهي عن قتله كالصبيان والنساء".

وظهر هذا الشريط بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها حصلت على رسالة موجهة من الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى الزرقاوي جاء فيها أن الأساليب التي تستخدم مثل تفجير المساجد وقتل الرهائن "قد تنفر جموع المسلمين".

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أكدت أن رسالة الظواهري للزرقاوي تضمنت ما معناه أن القاعدة فقدت الكثير من قوتها في أفغانستان.

حرب أهلية
من جهة أخرى حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من خطر اندلاع حرب أهلية وشيكة في العراق، واصفا الوضع هناك بأنه في غاية الخطورة.

وقال موسى الذي من المقرر أن يترأس بعد أيام مؤتمرا للمصالحة بين مختلف الطوائف في العراق "لا يمكننا أن نترك العراق في هذا الوضع يعاني من الانقسامات والخلافات والنزاعات وتبادل إطلاق النار".

ورفض اتهام أي جهة بالوقوف وراء الوضع بالعراق، مؤكدا أن هناك مصالح خاصة عديدة تتلاعب بمصير البلد، وأنه لا توجد أي إستراتيجية واضحة في العراق، وأضاف "الآن يجب أن نقول كفاية".

وتأتي تصريحات موسى قبل ساعات من توجه وفد دبلوماسي من الجامعة العربية إلى العراق للإعداد لعقد مؤتمر حول المصالحة العراقية.

وسيعقد الوفد الذي سيرأسه أحمد الحلي مساعد الأمين العام للجامعة اجتماعات مع كل الأطراف السياسية والمذهبية للتمهيد لعقد المؤتمر والاطلاع على الأوضاع وما يتعلق بالدستور الذي من المقرر أن يتم الاستفتاء عليه الأسبوع المقبل.

إشكاليات دستورية
وفي إطار الخلافات على مواد الدستور المقترح، عقد زعماء العرب السنة في مسجد أم القرى في بغداد اليوم مؤتمرا ليقرروا موقفهم من المشاركة في الاستفتاء على الدستور أو مقاطعته.

ومن بين الجماعات السنية المشاركة هيئة علماء المسلمين ومجلس الحوار الوطني العراقي.

وكانت شخصيات سياسية وقانونية تمثل 55 حزبا ومنظمة طالبت بإلغاء الفقرة الثالثة من المادة 21 في الدستور والتي نصت على أنه "لا يمنح حق اللجوء السياسي إلى المتهم بارتكاب جرائم دولية وإرهابية أو من ألحق ضررا بالعراق".

ورجح عضو مؤتمر أهل العراق محمد الدليمي أن تقاطع الأحزاب السنية الاستفتاء على الدستور، في حال عدم إدخال تعديلات على بعض فقراته.

الوضع الميداني
ميدانيا قتل مسلحون عضوا بمجلس مدينة الحويجة بينما كان يقود سيارته متوجها إلى مدينة كركوك شمالي العراق.

كما قتل طفل وأصيب خمسة آخرون من أسرته عندما أخطأت قذيفة هاون كانت تستهدف قاعدة أميركية هدفها وسقطت على منزلهم في قرية الرياض جنوب غربي كركوك.

وفي بغداد أسفرت قنبلة زرعت على جانب أحد الطرق عن إلحاق أضرار كبيرة بدورية للجيش الأميركي حسب الشرطة العراقية، لكن الجيش الأميركي لم يورد أي تفاصيل عن أضرار أخرى.

وفي الفلوجة التي تبعد 50 كلم عن بغداد سقطت عشر قذائف هاون قرب قاعدة عسكرية أميركية، وقال مسعفون إن القوات الأميركية ردت بإطلاق نار وقتلت ثلاثة أشخاص.