نداءات السجناء السياسيين التونسيين تتزايد خلال رمضان

تزايدت مؤخرا نداءات الاستغاثة التي يطلقها السجناء السياسيون الذين نظم نحو مائة منهم قبل 20 يوما إضرابا عن الطعام.
وكان لافتا النداء الذي وجهه في أول أيام شهر رمضان سجناء سياسيون بسجن مدينة قابس بالجنوب التونسي إلى من أسموهم بأصحاب الضمائر الحية للتحرك لإنهاء معاناتهم المتواصلة منذ 15 عاما.
وأورد السجناء الذين أطلقوا النداء تفاصيل عن الظروف القاسية التي يعيشونها داخل السجن والمتمثلة في الاكتظاظ وغياب التهوية والمرافق الصحية إذ يتقاسم 70 سجينا في غرفة واحدة مرحاضين وحنفيتين، وهو ما يتسبب في انتشار أمراض جلدية خطيرة بينهم على حد وصف النداء.
ووصف السجناء الزنازين "بالمخبز-الفرن" لشدة حرارته واكتظاظ الأجساد داخله، كما وصفوا السجون التي يقبع فيها السجناء السياسيون بالمقابر التي ستؤدي إلى موتهم ببطء.
" وصف السجناء الزنازين "بالمخبز-الفرن" لشدة حرارته واكتظاظ الأجساد داخله، كما وصفوا السجون التي يقبع فيها السجناء السياسيون بالمقابر التي ستؤدي إلى موتهم ببطء " |
بيان للنهضة
وقالت حركة النهضة الإسلامية المحظورة في تونس في بيان وزعته في اليوم الأول من شهر رمضان إن المئات من معتقليها داخل السجون التونسية ينظمون إضرابا عن الطعام منذ 20 يوما للفت الأنظار إلى الظلم اللاحق بهم منذ 15 سنة.
وحملت النهضة رئيس الدولة زين العابدين بن علي مسؤولية ما يتعرض له معتقلوها وما يمكن أن يؤول إليه وضعهم الصحي من تدهور يهدد حياتهم.
جمعية حقوقية
وتتابع الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين -وهي جمعية تونسية- الأوضاع الصحية للسجناء المضربين عن الطعام وتنشر بيانات عن حالتهم الصحية والنداءات الموجهة من عائلاتهم إلى مختلف المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية لإنهاء معاناة أبنائهم.
وتشير الجمعية إلى أن العديد من السجناء السياسيين قضوا نحبهم بالسجون التونسية سابقا جراء العزلة وسوء المعاملة والإهمال الصحي.
وتوضح أنهم يخشون أن يلقى أبناؤهم نفس المصير إذا تواصل إضرابهم عن الطعام وإهمال السلطات التونسية لمعاناتهم.
وأوردت منظمات سياسية وحقوقية أن السلطات التونسية عمدت إلى معاقبة المضربين بمنع عائلاتهم من زيارتهم بدل أن تستجيب للنداءات الإنسانية المتكررة بشأنهم.
" أوردت منظمات سياسية وحقوقية أن السلطات التونسية عمدت إلى معاقبة المضربين بمنع عائلاتهم من زيارتهم بدل أن تستجيب للنداءات الإنسانية المتكررة بشأنهم " |
يذكر في هذا الصدد أن جميع المنظمات الحقوقية التونسية وعدد من الأحزاب السياسية المعارضة تطالب بالإفراج عن جميع المساجين السياسيين المقدر عددهم بحوالي 600 سجين جميعهم من حركة النهضة.
كما تطالب هذه المنظمات بإصدار عفو عام عن هؤلاء إلى جانب الندوات التي عقدتها لهذا الغرض والتقارير التي نشرت حول الأوضاع بالسجون.
يشار الى أن السلطات التونسية ترفض الاعتراف بوجود سجناء سياسيين وتقول عند مساءلتها من قبل المنظمات الدولية إن جميع السجناء في تونس هم مساجين حق عام باعتبار أنهم حوكموا من قبل محاكم عادية.
وكانت السلطات التونسية سمحت للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة السجون التونسية في مايو/ أيار الماضي. ووعدت منظمة هيومن رايتس ووتش بعدم وضع المساجين في الحبس الانفرادي. إلا أن عائلات المساجين تؤكد أن أوضاع السجون لم تتغير رغم وعود الحكومة التونسية بتحسينه.
ـــــــــــــــــ
الجزيرة نت