وزير خارجية إيران يتوجه للسعودية لاحتواء بوادر أزمة

يجري وزير الخارجية الإيراني مانوشهر متقي مباحثات في السعودية بعد غد الأربعاء تتناول الوضع في العراق, وذلك بعد يومين من اجتماعات اللجنة العربية لدعم العراق في جدة والتي مهدت لزيارة يتوقع أن يقوم بها أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى لبغداد قريبا.
وأعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في ختام اجتماعات اللجنة العربية أنه سيبحث ونظيره الإيراني كافة تطورات الوضع في العراق.
وكان الفيصل أعرب في وقت سابق عن قلقه مما وصفها بالتدخلات الإيرانية في العراق, وقال في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن "العراقيين يشكون من تدخلات إيرانية تشمل تسلل رجال وأسلحة وكذلك التدخل في الحياة السياسية".
في المقابل أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن "استغرابها" لتصريحات وزير الخارجية السعودي, وقال ناطق إيراني "إن الجمهورية الإسلامية لا
تتوقع هذا النوع من التصريحات من قبل أصدقائها في هذه الظروف الدقيقة التي تشهدها المنطقة وتعتبرها مفاجئة وغير حكيمة".
وفي ختام اجتماعاتها مساء أمس بجدة قررت اللجنة الوزارية العربية إيفاد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى "قريبا" إلى العراق للتحضير لمؤتمر مصالحة وطنية تحت رعاية الدول العربية.
وأعلن وزير الخارجية السعودي أن موسى سيلتقي خلال زيارته مختلف الفعاليات والأطراف العراقية "شمالا وجنوبا", مشيرا إلى أنه في ضوء نتائج هذه الزيارة سيتم وضع إستراتيجية عربية بشأن العراق لكي تعرض على مجلس وزراء الجامعة العربية في وقت قريب.
وقال موسى إن موعد الزيارة سيحدد بناء على اتصالات مع الحكومة العراقية بهدف إيجاد الظروف المناسبة للزيارة.
يشار في هذا الصدد إلى أن اللجنة الوزارية التي شكلتها الجامعة العربية الشهر الماضي تضم كلا من البحرين ومصر والعراق والأردن والكويت والسعودية وسوريا والجزائر. وقد تمثل جميع الأعضاء بوزراء خارجيتهم ما عدا الجزائر التي أرسلت المبعوث الرئاسي عبد العزيز بلخادم.
اعتذار عراقي
على صعيد آخر اعتذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال اجتماع اللجنة العربية عن تصريحات وزير الداخلية العراقي بيان جبر صولاغ التي انتقد فيها وزير الخارجية السعودي بعنف. وقال زيباري للصحفيين إنه يستنكر ويستهجن تلك التصريحات.
كما وصف زيباري تصريحات زميله وزير الداخلية بأنها "مؤسفة جدا", وقال إن تلك التصريحات "غير موفقة" مشيرا إلى أن وزارة الخارجية هي المعنية أساسا بالحديث عن العلاقة مع دول العالم الخارجي وكيفية التعامل معها.
وكان صولاغ شن في مؤتمر صحفي في العاصمة الأردنية هجوما عنيفا على الفيصل وقال نرفض أن "يعلمنا بدوي يركب الجمل" حقوق الإنسان والديمقراطية، داعيا السعودية إلى حل ما وصفها بمشاكلها الداخلية والحفاظ على وحدة الشعب السعودي قبل التدخل في شؤون العراق في إشارة إلى تصريحات كان أدلى بها الفيصل بشأن التدخل الإيراني في العراق.