واشنطن وباريس تحشدان لقرار مشدد وحزب الله يدعم سوريا

قالت الولايات المتحدة وفرنسا إنهما واثقتان من تبني مجلس الأمن صيغة قرار مشددة ضد سوريا بشأن ملف اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وذلك خلال جلسته على مستوى وزراء الخارجية الاثنين المقبل، بينما لا تزال الصين وروسيا تشككان في ذلك.

استعداد سوري
وفي دمشق أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد نظيره المصري حسني مبارك الذي وصل سوريا بصورة مفاجئة أمس استعداد بلاده للتعاون مع اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال الحريري.
وذكرت وكالة "سانا" السورية الرسمية أن الأسد جدد خلال لقائه بمبارك "حرص سوريا واستعدادها لمواصلة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية". وأضافت أن المحادثات بين الرئيسين تناولت مستجدات الأوضاع في المنطقة والمشاورات الدائرة بمجلس الأمن بعد نشر تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس.
موقف حزب الله
وفي بيروت دعا الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله الجامعة العربية إلى التدخل لوقف ما اعتبره "وصاية دولية على لبنان" ووقف الضغوط على سوريا.
وأكد نصر الله أمام عشرات الآلاف من المشاركين في يوم القدس العالمي جنوب بيروت وقوف حزبه بجانب سوريا في مواجهة ما سماه الاستهداف الأميركي الصهيوني متهما المجتمع الدولي بدعم إسرائيل على حساب الفلسطينيين واللبنانيين والعرب.
وحمل زعيم حزب الله "دولا عربية مهمة مثل السعودية ومصر مسؤوليات كبيرة في هذا المجال". وقال "لا يجوز لهم أن يقفوا جانبا وأن يتركوا المنطقة للسيد الأميركي".
وشن في كلمته التي سبقها عرض شبه عسكري هجوما شديدا على ما ورد في تقرير الأمم المتحدة قبل أيام بشأن لبنان، واتهم معده الموفد الدولي تيري رود لارسن بممارسة وصاية دولية على لبنان.
ورأى نصر الله أن "أخطر ما في التقرير أنه يحرض ويبث سموم الفتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين، وبين اللبنانيين والسوريين، وبين اللبنانيين أنفسهم، وبين المقاومة والحكومة".
إجراءات لبنانية
في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش اللبناني خفف القيود التي فرضها قبل ثلاثة أيام على قواعد للجبهة الشعبية القيادة العامة وتنظيم فتح الانتفاضة قرب الحدود اللبنانية مع سوريا إثر مقتل مساح لبناني كان يقوم بترسيم الحدود.
على صعيد آخر أصدر إلياس عيد قاضي التحقيق العدلي في جريمة اغتيال الحريري أمس مذكرة توقيف بحق أحمد عبد العال الذي ورد اسمه في تقرير اللجنة الدولية ليرتفع بذلك عدد الموقوفين بمذكرات قضائية إلى 12 شخصا.
وذكرت مصادر قضائية أن المحقق العدلي في القضية استجوب الجمعة أحمد عبد العال الذي كان موقوفا في قضية اكتشاف مخبأ أسلحة ببيروت قبل أشهر, ثم أصدر مذكرة التوقيف بحقه.
وجاء توقيف أحمد عبد العال بعد يوم من توقيف شقيقه محمود -وكلاهما ينتمي إلى جماعة الأحباش- بسبب ورود اسم الأخير في تقرير ميليس الذي أشار إلى أنه أجريت مكالمات بهاتف رئيس الجمهورية إميل لحود قبل التفجير وبضابط استخبارات لبناني بعده.