أرخبيل سفالبار يوتر الأجواء بين النرويج وروسيا

جانب من سفالبارد

 

 
يعتبر أرخبيل سفالبار النرويجي من المناطق القليلة في العالم التي تحظى بتركيبة خاصة، فخصوصيتها تتجاوز موقعها الإستراتيجي وغناها بالموارد الطبيعية كالغاز والنفط فضلا عن الثروة السمكية.
 
وشكلت سفالبار -وهي عبارة عن مجموعة جزر نرويجية تبلغ مساحة أكبر جزيرة فيها 37673 كلم مربع- معضلة سياسية تؤرق الحكومة النرويجية لاسيما مع العدو التقليدي لها روسيا.
 
ومرد هذا الأرق هو رفض موسكو الاعتراف بالوثيقة الدولية التي أناطت بالنرويج مسؤولية إدارة الجزر ورسم حدود المياه الإقليمية لها، وما يترتب عليه من دخول الشركات الروسية هذه الجزر وتستفيد من ثرواتها الطبيعية دون اعتبار للنرويج.
 
ولعل آخر هذه العمليات قيام باخرة صيد روسية مطلع الأسبوع الجاري بدخول مياه الأرخبيل، ما دفع حرس الحدود النرويجي لملاحقتها وإيقافها عبر بوارج حربية ومروحيات عسكرية، وكانت الباخرة الروسية محملة بكميات كبيرة من السمك تم اصطيادها من المنطقة. وتسببت هذه القضية بأزمة بين البلدين.
 
وأكد يوناس قارا وزير الخارجية الجديد الذي استلم مهامه منتصف الشهر الجاري في اتصال مع الجزيرة نت أن التعامل بحزم مع الخارجين عن القانون لا يتنافى مع حرص النرويج على حل القضية سلميا.
 
المحكمة الدولية
ولوضع حد لهذه التجاوزات المتكررة من الجانب الروسي طالب رئيس جمعية السماكين النرويجي برفع الأمر إلى المحكمة الدولية بلاهاي للبت في من يملك الأحقية القانونية في التصرف بثروات منطقة سفالبار.
 
واعتبر أن الأمر يتجاوز موضوع صيد السمك بعد ظهور ثروات هائلة من النفط والغاز سيتم استخراجها في المستقبل، ما قد يعقد المسائل أكثر فأكثر.
 
تجدر الإشارة إلى أن أزمة مشابهة اندلعت العام الماضي بين النرويج وأيسلندا بسبب كمية السمك التي حددتها النرويج للأخيرة، إذ رفض الجانب الأيسلندي الإذعان للكمية التي حددتها النرويج، رغم أن هذه الكمية شملت كافة مؤسسات صيد السمك بما فيها الشركات النرويجية، وأنكرت أيسلندا أن يكون للنرويج الحق في القيام بهذا الإجراء، وقد فتح هذا بابا للصراع بين الجانبين ترتب عليه عرض الأمر على محكمة لاهاي.
 
وتعليقا على ذلك أكدت إليسا هانوس مسؤولة العلاقات والمعلومات في منطقة سفالبارد للجزيرة نت أن المنطقة التي يقطنها 3000 شخص ترجع مسؤولياتها الإدارية إلى النرويج.



أهمية جزر سفالبار

undefined

يذكر أن مجموعة جزر سفالبار اكتشفها الهولندي فيلان بارنتز عام 1596.

 
وتتميز هذه الجزر بما يسمى شمس منتصف الليل حيث يستمر النهار ليلا ونهارا فيها من 20 أبريل/ نيسان حتى 22 أغسطس/ آب، بينما تدوم فترة الظلام ليلا ونهارا من 27 أكتوبر/ تشرين الأول حتى 15 فبراير/ شباط من كل عام.
 
وكانت سفالبار هدفا للاستغلال من قبل الدول الكبرى حتى العام 1920 حيث تم بمقتضى اتفاقية باريس إسناد السلطة الكاملة للنرويج على هذه المنطقة والسيادة عليها، وكان من بين الموقعين على الاتفاقية الولايات المتحدة وبريطاينا وإيرلندا والدانمارك وفرنسا وإيطاليا واليابان وهولندا والسويد.
 
والتحق الاتحاد السوفياتي السابق لاحقا بهذه الاتفاقية للاستفادة من خيرات المنطقة، حيث تنص الاتفاقية على حق كل الدول الموقعة في الاتفاقية الاستفادة من الثروات الطبيعية لمنطقة سفالبار، وذلك عبر التنسيق مع الجهة الرسمية وهي النرويج، ويبلغ عدد الدول الموقعة على الاتفاقية اليوم 40 دولة.
 
ولم تمنع هذه الاتفاقية من ظهور تحديات تفاقمت بشكل بات يهدد حق النرويج في إدارة المنطقة بسبب الثروات الهائلة التي تزخر بها.
 
ويبدو أن أكثر التحديات تأتي من الجانب الروسي، وتتمثل في أمرين باتا يشكلان وجع رأس للسلطات النرويجية، الأول هو الترسانة النووية الهائلة التي ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفياتي، والتي أصبحت تشكل تهديدا للبيئة في بحر البارينتز، وهذا ما دفع النرويج لضخ أموال طائلة لمساعدة روسيا في التخلص من هذه المخلفات، والثاني هو القرصنة من قبل الشركات الروسية.
المصدر : الجزيرة

إعلان