حزب الله يطالب الجامعة بالتدخل لوقف الضغوط على سوريا

دعا الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله الجامعة العربية إلى التدخل لوقف ما اعتبره "وصاية دولية على لبنان" ووقف الضغوط على سوريا التي يجري مجلس الأمن مشاورات لإرغامها على التعاون مع لجنة التحقيق في اغتيال رفيق الحريري.
وقال نصر الله أمام عشرات الآلاف من المشاركين في يوم القدس العالمي جنوب بيروت "ندعو الجامعة العربية إلى التدخل سريعا, وليس بعد فوات الأوان كما تفعل في العراق. ندعوها إلى مبادرة جدية تعالج المشاكل العالقة سواء في التحقيق (في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق) أو في العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا".
وأكد نصر الله وقوف حزبه إلى جانب سوريا قيادة وشعبا "في مواجهة الاستهداف الأميركي الصهيوني لها ومحاولات الاقتصاص السياسي منها". وأضاف أن "المجتمع الدولي وبكل صراحة لا يريد مصلحة الفلسطينيين ولا اللبنانيين ولا العرب في هذه المنطقة. إن المجتمع الدولي يبذل كل جهده ليدعم إسرائيل فقط وفقط وفقط".
وحمل زعيم حزب الله "دولا عربية مهمة مثل السعودية ومصر مسؤوليات كبيرة في هذا المجال". وقال "لا يجوز لهم أن يقفوا جانبا وأن يتركوا المنطقة للسيد الأميركي".
وشن في كلمته التي سبقها عرض شبه عسكري هجوما شديدا على ما ورد في تقرير الأمم المتحدة قبل أيام بشأن لبنان، واتهم معده الموفد الدولي تيري رود لارسن بممارسة وصاية دولية على لبنان.
ومعلوم أن لارسن هو الموفد الدولي المكلف بمراقبة تطبيق قرار مجلس الأمن 1559 الذي ينص على سحب الجيش السوري من لبنان ونزع سلاح حزب الله والفصائل الفلسطينية، ويعد تقريرا عن ذلك كل ستة أشهر.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الثلاثاء الماضي في تقرير أعده لارسن "إن التدفق غير المشروع للأسلحة والأشخاص" عبر الحدود السورية اللبنانية يقوض جهود بيروت للسيطرة على أراضيها.
ورأى نصر الله أن "أخطر ما في التقرير أنه يحرض ويبث سموم الفتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين، وبين اللبنانيين والسوريين، وبين اللبنانيين أنفسهم، وبين المقاومة والحكومة".
واعتبر أن الغاية القصوى للموفد الدولي هي نزع سلاح حزب الله والفصائل الفلسطينية، مشيرا إلى أن تقريره بشأن لبنان "اطلعنا عليه من الصحافة الإسرائيلية" قبل إعلانه رسميا في مجلس الأمن.
تخفيف القيود
في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة أن الجيش اللبناني خفف القيود التي فرضها قبل ثلاثة أيام على قواعد للجبهة الشعبية القيادة العامة وتنظيم فتح الانتفاضة قرب الحدود اللبنانية مع سوريا إثر مقتل مساح لبناني كان يقوم بترسيم الحدود.
وأفاد شهود أن الجيش أزال نقطتي تفتيش بالقرب من مواقع تديرها فصائل فتح الانتفاضة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة المقربتين من سوريا. كما سمح الجيش للمسلحين بمغادرة مواقعهم من أجل الحصول على مواد غذائية وتموينية.
وكانت وحدات عسكرية خاصة ودبابات قد انتشرت على طول الحدود مع سوريا بعد الحادث في قرية حلوة الحدودية الثلاثاء الماضي.
و
في السياق نفسه ذكر وزير الداخلية اللبناني إلياس المر اليوم الجمعة في تصريحات بعد اجتماع لحكومة فؤاد السنيورة "أن سلاح الجيش اللبناني لن يستخدم داخليا ضد أحد"، وأضاف أن "السلاح موجه لحماية الوطن ولقتال مثيري الشغب والمسيئين إلى أمن البلاد".
وتشير التقارير إلى أن الاجتماع الذي عقدته الحكومة برئاسة السنيورة كان مكرسا للبحث في سبل حل أزمة القواعد الفلسطينية التي فرض الجيش قبل يومين حصارا عليها.
مذكرة توقيف
على صعيد آخرا أصدر إلياس عيد قاضي التحقيق العدلي في جريمة اغتيال الحريري اليوم الجمعة مذكرة توقيف بحق أحمد عبد العال الذي ورد اسمه في تقرير اللجنة الدولية ليرتفع بذلك عدد الموقوفين بمذكرات قضائية إلى 12 شخصا.
وذكرت مصادر قضائية أن المحقق العدلي في القضية استجوب الجمعة أحمد عبد العال الذي كان موقوفا في قضية اكتشاف مخبأ أسلحة ببيروت قبل شهور, ثم أصدر مذكرة التوقيف بحقه.
وجاء توقيف أحمد عبد العال بعد يوم من توقيف شقيقه محمود -وكلاهما ينتمي إلى جماعة الأحباش- بسبب ورود اسم الأخير في تقرير ميليس الذي أشار إلى أنه أجرى مكالمات بهاتف رئيس الجمهورية إميل لحود قبل التفجير وبضابط استخبارات لبناني بعده.