تنظيم جند الشام رجل بلبنان وعيون على الجوار
28/10/2005
عبد الحليم قباني-لبنان
برز على الساحة في الآونة الأخيرة اسم "جند الشام" كتنظيم جديد يضاف إلى التنظيمات والحركات الإسلامية المعروفة، وبدأ يتصدر نشرات الأخبار والصحف العالمية والعربية مثيرا علامات استفهام وتساؤلات حول أهدافه وهيكليته وخصوصا بعد الاشتباكات التي جرت بمنطقة التعمير في مخيم عين الحلوة يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 2005.
وقد ارتبط اسم التنظيم مؤخرا بعمليات متعددة وأحداث أمنية سواء بمخيم عين الحلوة جنوب لبنان, أو بعلبك وعلى الحدود اللبنانية السورية, وأيضا داخل الأراضي السورية, مما يعني أن لهذا التنظيم امتدادا واسعا بمعظم الدول العربية والإسلامية المرتبطة باسمه (الشام) ويعمل في إطار من السرية التامة حول هيكل التنظيم وعناصره.
ميلاد ومنهج
ومن خلال بياناته، يبدو أن جند الشام تنظيم إسلامي سُني من جذور سلفية متشددة يستمد أفكاره من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وتأسس أوائل الستينيات.
لكن نشاط التنظيم خمد لسنوات عدة إلى أن أعيد تشكيله مؤخرا على يد مجموعة من الشبان المتأثرين بأفكار بن لادن إلى حد أن اعتبروه القدوة والمثال والنموذج، فعكفوا على تشكيل تنظيم رديف له أو تابع مطلقين عليه اسم جند الشام.
وفي أول إطلالة إعلامية له منذ سنوات وبعد يومين على الاشتباكات التي شهدتها منطقة التعمير, تحدث الناطق باسم جند الشام غاندي السحمراني المعروف باسم "أبو رامز" لعدد من ممثلي وسائل الإعلام ومنها الجزيرة نت الذين دخلوا المنطقة والتقوا به في أحد أحيائها.
إعلان
ولفت السحمراني الانتباه إلى أن التنظيم يضم مسلحين موجودين بالمنطقة، مذكرا بأن التنظيم عندما نشأ قام بتقوية نفسه في كل البلدان العربية نتيجة ما سماه بُعد المسلمين عن دينهم "قمنا بإمساك الراية بعقيدة صحيحة بالولاء والبراء، حتى نعود للخلافة إن شاء الله، ولو أن فيها بعض العذاب، ولكننا سنبني لبنة في جدار الدولة الإسلامية".
تمويل وتوجيه
كما تعتقد هذه المجموعة أن كل الحكومات العربية في العالم العربي والإسلامي كافرة ومرتدة ولا تحكم بالإسلام, لذلك تدعو لمحاربتهم وقتالهم تحت شعار "العدو القريب قبل البعيد". كما يكن التنظيم العداء لكافة الأحزاب العلمانية والقومية والبعثية.
ويقول السحمراني "كثيراً ما يقال إننا مدعومون من اليهود والأميركيين والسعودية، والجميع يعلم أننا فقراء ودعمنا من مال المسلمين أو تبرع في سبيل الله. ليس لنا أي دعم من النظام السعودي، ولكننا مسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
وردا على سؤال حول موقفهم في حال قررت الدولة اللبنانية إدخال جيشها إلى المنطقة, أجاب "لا أقول لن أسمح بدخول الجيش اللبناني إلى المخيمات، ولكني أقول إن النحلة وقبل أن تعقص تعرف أنها ستموت ولكنها تعقص، وأنا كذلك أعقص وأموت.. ولكنني أعقص". وأضاف "لا أريد أن أُهدد وأقول لا أسمح بدخول الجيش، والكلام هذا سابق لأوانه".
وبخصوص التسمية يسود الاعتقاد أن إطلاق هذا الاسم يعود لقناعات لدى التنظيم بأن بلاد الشام تتكون من سوريا ولبنان والأردن والعراق وفلسطين، وذلك قبل التقسيم الاستعماري لهذه البلاد التي كانت بها دولة الخلافة الإسلامية والتي لا بد من إعادة تأسيسها.
_______________
مراسل الجزيرة نت
_______________
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة