إسرائيل تقصف غزة بالصواريخ وموفاز يستبعد إحلال السلام

أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخين على منطقة مفتوحة شمال قطاع غزة دون أن يتسببا في وقوع ضحايا أو إحداث دمار وفقا لما ذكره شهود عيان فلسطينيون.
وسبق أن أطلق ناشطون فلسطينيون صاروخا محلي الصنع باتجاه جنوب إسرائيل، في أعقاب غارة إسرائيلية على غزة، لكن الصاروخ لم يسفر عن وقوع أضرار مادية.
وكانت طائرات حربية إسرائيلية من طراز أف 16 قد قصفت فجر اليوم شمال قطاع غزة مخلفة ثمانية شهداء فلسطينيين بينهم شادي مهنا قائد سرايا القدس بشمال قطاع غزة وأحد مساعديه، و20 جريحا.
كما اقتحمت نحو 40 آلية عسكرية إسرائيلية منذ الليلة الماضية مدينتي جنين وطولكرم في شمال الضفة الغربية واعتقلت 16 فلسطينيا بينهم 12 من حركة الجهاد الإسلامي في مقدمتهم عبد الحليم عز الدين القيادي بالحركة.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي هذا منسجما مع تعهدات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بشن حرب لا هوادة فيها على فصائل المقاومة الفلسطينية وتحديدا حركة الجهاد الإسلامي، التي أعلنت مسؤوليتها عن عملية الخضيرة التي قتل فيها خمسة إسرائيليين وجرح 30 آخرون، ردا على سلسلة من الاغتيالات نفذتها القوات الإسرائيلية مؤخرا وطالت لؤي السعدي أحد أبرز قادة الجهاد بالضفة.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم أن الغارات الإسرائيلية على غزة لن تكون الرد الأخير على عملية الخضيرة، وأضاف في تصريحات لإذاعة الاحتلال "الرسالة لا يمكن أن تكون الصمت، وضبط النفس بعد مثل هذا الهجوم المروع، المنظمات الإرهابية يجب أن تعرف أننا سنظل تؤذيهم في كل مكان وفي كل وقت".
تصريحات موفاز
وفي الوقت الذي بدأت فيه الإدارة الأميركية مساعي للتهدئة في محاولة للحفاظ على الهدنة الهشة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز التوصل إلى اتفاق سلام مع القيادة الفلسطينية الحالية، معربا عن اقتناعه بأنه يجب الانتظار للجيل المقبل لتحقيق ذلك.
وقال موفاز في تصريحات صحفية إنه من الممكن التوصل على أبعد حد إلى اتفاقات انتقالية، وأضاف "لا أعتقد أن دولة فلسطينية سترى النور في السنوات المقبلة"، واتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه لا يملك أي سلطة على شعبه.
لكن شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي انتقد تصريحات موفاز، مؤكدا أنه لا يمكن شطب جيل بكامله، مشيرا إلى أهمية التفكير في سلام مع الجيل الراهن وليس مع الجيل المستقبلي، وشدد على أهمية التوصل في أسرع وقت إلى اتفاق حول نقاط العبور عند حدود قطاع غزة.
وفي إطار المساعي الأميركية لتهدئة الأوضاع قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس حضت محمود عباس خلال اتصال هاتفي على التحرك ضد فصائل المقاومة المسلحة.
وأشار مكورماك إلى أن مسؤولين أميركيين كبارا يجرون اتصالات مع الإسرائيليين وقال "رسالتنا إليهم هي أننا نعترف بحقكم في الدفاع عن أنفسكم، لكننا نشجعهم أيضا على النظر في عواقب أي أعمال قد يقومون بها".
وينذر التصعيد الإسرئيلي الأخير بأن تسقط بشكل نهائي الهدنة التي التزمت بها فصائل المقاومة الفلسطينية منذ مطلع العام، وبافتتاح طور جديد من الصراع.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن شارون استبعد أمس إجراء محادثات مع عباس إلى أن يتخذ "إجراء جادا" ضد الجماعات المسلحة، في خطوة قد تمهد لموقف إسرائيلي مشابه للموقف من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.