سويسرا تراجع مستقبل علاقتها بالاتحاد الأوروبي

تامر أبو العينين-سويسرا
عقدت الحكومة السويسرية أمس الأربعاء اجتماعا مغلقا لدراسة الخطوات المستقبلية في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي درست فيه رؤيتها لمستقبل علاقتها مع الاتحاد لا سيما بعد نجاحها في إقناع المواطنين بالموافقة على الانضمام إلى معاهدة شينغن واتفاقية دبلن، وتفعيل جزء كبير من الاتفاقيات الثنائية بين الجانبين.
وقد أعلنت الحكومة السويسرية أنها لن تسحب طلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي تقدمت به عام 1992 ولن تطالب بتفعيله، وبالتالي تتحول رغبة الحكومة السويسرية في الانضمام إلى الاتحاد من "هدف" إلى "احتمال يمكن تحقيقه على المدى البعيد".
وقد كلفت الحكومة السويسرية مكتب الاندماج المعني بمتابعة العلاقة بين سويسرا ودول الجوار والتابع لوزارة الخارجية بتقديم رؤيته حول المستقبل مع الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن يصدر المكتب تقريره في هذا الصدد مع منتصف عام 2006.
وتوقعت وزارة الخارجية السويسرية أن يتضمن التقرير خمسة احتمالات لمستوى العلاقة بين الطرفين، تبدأ من تحسين أداء الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين الطرفين، والتفاوض حول مجالات جديدة يمكن الدخول فيها، أو تعزيز العلاقات الثنائية بشكل أفضل من خلال شراكة أكبر من حجم تلك الاتفاقيات، واحتمالات توقيع نوع من الالتحاق الذي وصفته بالمحدود، كما لن يستبعد التقرير المرتقب دراسة احتمالات التحول إلى العضوية الكاملة.
من جانبه أوضح وزير الاقتصاد جوزيف دايس أن الحكومة لم تضع أولويات في ترتيب علاقتها مع بروكسل لتضمن فرصا متساوية أمام الاحتمالات التي سيصدرها مكتب الاندماج في تقريره المرتقب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الطلب الذي تقدمت به سويسرا عام 1992 لم يعد ذا قيمة قانونية بعد رفض الناخبين السويسريين الانضمام من خلال استفتاء رسمي.
وبموجب هذا القرار الذي لقي ترحيبا من أغلب الأحزاب تكون الحكومة السويسرية قد ضمنت عدم فتح جدل سياسي من تيارات اليمين المعارضة لأي تقارب مع الاتحاد الأوروبي.
وكانت تيارات اليمين في سويسرا قد طالبت الحكومة بسحب طلب الانضمام إلى الاتحاد للتأكد من أن الاتفاقيات الثنائية بين الطرفين ليست مجرد خطوة تمهيدية لدخوله، إلا أن الحكومة رفضت الطلب لأنه سيعطي الانطباع بأن السويسريين يريدون حاجزا منيعا مع دول الجوار.
وعلى الرغم من عدم التحاق سويسرا بالاتحاد الأوروبي فإنها تساهم في بعض ميزانياته لا سيما تلك المتعلقة بتوسيعه، إذ رصدت 750 مليون دولار لدعم دول شرق أوروبا من الأعضاء الجدد في الاتحاد على مدى خمس سنوات.
ويرفض السويسريون الانضمام إلى الاتحاد اعتقادا منهم بأنه سيغير من سياساتهم الداخلية وسيؤثر على الحياد في القضايا الدولية والسياسة الخارجية، وحرصا منهم على عدم مساس أي طرف أجنبي بالسرية المصرفية التي تتمتع بها.
______________
مراسل الجزيرة نت