حركة تحرير السودان بدارفور تسعى لتجاوز خلافاتها

f_Leader of Sudanese Liberation Movement, Army Abdulam Mohamed A-Nur speaks

عماد عبدالهادى- الخرطوم

تعقد حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور مؤتمرها العام اليوم هو الأول من نوعه في المناطق التي تستولي عليها في دارفور، لحسم الخلافات الداخلية واختيار قيادة جديدة للحركة بجانب إجازة الدستور والنظام الأساسي, في وقت تتزايد فيه علامات الاستفهام حول أهداف الوساطة الأميركية على هذا الصعيد.

ويأتي انعقاد المؤتمر بعد تصاعد الخلافات بين رئيس الحركة عبد الواحد محمد النور الذي اتهم بموالاة الحركة الشعبية لتحرير السودان وأمينها العام منى أركو مناوي الذي يتهمه البعض "بتقزيم الحركة وحصرها في إطار قبلي".

وفيما أعلن رئيس إعلام المؤتمر سيف الدين هارون اتجاه الحركة لرسم طريق جديد لها يمكنها من التعامل السياسي مع العالم الخارجي والقوى السياسية الداخلية, وصف الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية للحركة محمد حامد دربين الخلافات القائمة بأنها خلافات شخصية, وقال للجزيرة نت إن الحركة ستضع من الخطوات المؤسسية ما يمنع أي طرف من الانفراد بالقرارات المصيرية للحركة.

كما أكد دربين أن حضور طرفي النزاع من عدمه لن يؤثر في عقد المؤتمر، مشيرا إلى أن المؤتمر سيشكل هيئة لقيادة الحركة يكون قرارها ملزما للرئيس والأمين العام بجانب استكمال تشكيل الأمانات المختلفة.

وبينما أكد سيف الدين هارون للجزيرة نت أن المؤتمر سيتخذ من القرارات المفصلية ما يلبى تطلعات أبناء دارفور، يتوقع المراقبون السياسيون أن تؤدي الخلافات بين المتصارعين إلى إزاحة أحدهما مما يعني نشوء حركة جديدة تقود القتال.

وساطة أميركية
ولم يستبعد المراقبون نجاح الوساطة الأميركية في تقريب وجهات النظر بين الطرفين المتصارعين وتجاوز بعض القرارات التي يمكن أن يتخذها المؤتمر لصالح الأمين العام الذي "يتقوى بالقيادة الميدانية".

واعتبر المراقبون أن الوساطة الأميركية ستساهم في إدخال بعض الأطراف الأخرى في حلقة الصراع الدائرة بالإقليم.

وفي هذا الإطار قال القيادي الشيوعي البارز الدكتور فاروق كدودة إن هناك أهدافاً غير معلنة تسعى أميركا لتحقيقها، متسائلا في ذات الوقت عن مقابل الوساطة وأهدافها, وقال إنه يتوقع أن يتفق الطرفان المتصارعان على بعض الأمور، لكنهما لن يحققا الوحدة المطلوبة.

من جهته توقع السياسي الإسلامي ياسين عمر الإمام أن يتم اتخاذ قرار باختيار رئاسة جديدة للحركة بدلا عن عبد الواحد الذي يفتقر للمساندة من جانب المسلحين على ميادين القتال, مشيرا إلى أن قبيلة الزغاوة التى ينتمي إليها أمين الحركة أركو مناوي ربما كانت الغالبة في اختيار الرئيس الجديد, الذي يتوقع أن يكون من أبناء الفور.

لكن رئيس نقابة محامي دارفور محمد عبد الله الدومة أكد أن الجهود التي بذلتها أطراف دارفور المختلفة ربما حسمت الصراع دون تدخل خارجي, وقال للجزيرة نت إن الأوضاع المأساوية التي يعيشها مواطنو دارفور ربما تكون دافعاً لحسم الخلافات بين رئيس الحركة وأمينها العام، ولكنه لم يستبعد أيضا إبعاد عبد الواحد من منصبه لصالح قيادة جديدة تحظى بالإجماع المطلوب من كل الأطراف.

إعلان
_______________
المصدر : الجزيرة

إعلان