الشرع يلغي اجتماعه مع أنان وفرنسا تدعو للتريث

أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن اجتماعا كان مقررا عقده بين أنان ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع ألغي بطلب من دمشق.

والاجتماع كان مخصصا لمناقشة التعاون السوري مع فريق التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، في ضوء التقرير الذي صدر عن رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس.

وأوضح المصدر أن البعثة بررت الإجراء السوري بأن اجتماع مجلس الأمن لن يكون على مستوى الوزراء، مشيرا إلى أن أنان لم يكن يعلم بإلغاء الاجتماع عندما أعلن عنه للصحفيين، مشيرا إلى أن البعثة السورية بالأمم المتحدة أبلغتهم في وقت لاحق اليوم أن الشرع لن يحضر إلى نيويورك كما كان متفقا عليه.

وكان الاجتماع بين الرجلين مقررا قبيل ساعات من عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة للاستماع لتقرير ميليس الذي أشار إلى تورط مسؤولين سوريين في اغتيال الحريري.

تسابق سياسي
وشهدت الساعات الماضية حالة من السباق السياسي بين عدة دول في محاولة للتأثير على موقف مجلس الأمن، وفي هذا السياق أعلنت فرنسا أنها تفضل صدور قرار دولي يطالب سوريا بالتعاون الكامل مع لجنة التحقيق، معتبرة أن ذلك سيشكل الفرصة الأخيرة لدمشق قبل فرض عقوبات عليها، حسب ما ترغب الولايات المتحدة.

undefinedوقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إن بلاده تؤيد اقتراح أنان بتمديد مهمة اللجنة الدولية حتى 15 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وذلك لدفع التحقيقات بالطريقة الأكثر فاعلية، لكنه أشار إلى أن ميليس سيعود لمجلس الأمن في أي لحظة لا تتعاون سوريا فيها، وأضاف "عندئذ ستكون هناك تبعات".

وبينما أشارت تقارير صحفية أميركية إلى نوايا واشنطن بالدفع باتجاه اعتماد قرار لا يتطرق إلى مسألة الحريري وحسب، بل أيضا يشير إلى دعم سوريا لما يسمى بالإرهاب بشكل عام في إشارة خصوصا إلى الموضوع العراقي.

إلا أن بلازي قال "نريد العدالة ولا شيء سواها في مسألة جريمة اغتيال الحريري"، مشددا على أهمية ألا تكون هناك خلفيات سياسية بشأن هذا الملف.

الضغط الأميركي
وفي سياق الضغط على سوريا أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا على مستوى وزاري الاثنين القادم لدراسة الموقف الواجب اتخاذه من تقرير ميليس.

وكانت واشنطن دعت لعقد هذا الاجتماع، وأكدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ثقتها بأن الأسرة الدولية سترد على "الضلوع الظاهر" لسوريا في اغتيال الحريري.

وأعلن البيت الأبيض أنه بانتظار اجتماع مجلس الأمن الدولي ليناقش مع شركائه "طريقة التصرف" مع سوريا، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان "من الضروري المطالبة بحسابات"، فيما اعتبر السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون أن "ساعة الاعترافات الفعلية" دقت بالنسبة لدمشق.

من جانبه استبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير فرض عقوبات على سوريا, وقال إنه لا يمكن تصور أمر أخطر من قيام نظام بتدمير الديمقراطية في بلد آخر بواسطة الإرهاب.

وفي سوريا خرج مئات الآلاف من المواطنين إلى شوارع مدينتي دمشق وحلب، احتجاجا على ما قالوا إنه تناقضات وردت في تقرير ميليس، معربين عن اقتناعهم بأن التقرير مسيس وأنه جاء منسجما مع الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على بلادهم.


undefinedعودة جعجع

وفي إطار تداعيات الكشف عن تقرير ميليس أعلن ببيروت اليوم عن عودة قائد حزب "القوات اللبنانية" المسيحي سمير جعجع.

وطرح جعجع قبل أيام خلال وجوده بباريس التي توجه إليها فور إطلاق سراحه من السجون اللبنانية في يوليو/ تموز الماضي مبادرة تقضي بالدعوة إلى مشاورات مسيحية-مسيحية حول موضوع الرئاسة الذي بات مطروحا بقوة بعد إيحاء تقرير ميليس بتورط الرئيس اللبناني إميل لحود باغتيال الحريري.

من جانبه قال النائب بطرس حرب الذي يتداول اسمه كمرشح لرئاسة الجمهورية إن تفاهما حصل بين الحلفاء في الأكثرية النيابية على عدم جواز إسقاط رئيس الجمهورية المسيحي بأصوات غير المسيحيين.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان