هجمات جديدة بالعراق واستجواب أول شاهد في قضية الدجيل

شهد العراق في الساعات الـ24 الماضية هجمات وتفجيرات جديدة خلفت أكثر من 20 قتيلا عراقيا بينهم العديد من أفراد الشرطة والجيش.
وأسفر أحدث هذه الهجمات عن مقتل 12 عامل بناء في هجوم شنه مسلحون في بلدة المسيب جنوب بغداد. وذكر مصدر في الشرطة أن المهاجمين الذين جاؤوا في سيارتين خطفوا أيضا المقاول الذي كان العمال يعملون لديه.
كما قتل عامل عراقي آخر وجرح اثنان آخران في هجوم شنه مسلحون على حافلة كانت تقلهم في أحد أحياء بغداد التي كانت قد شهدت أيضا تفجير سيارة مفخخة استهدف دورية للشرطة في ساحة التحرير، مما أسفر عن مقتل أربعة بينهم اثنان من رجال الشرطة أحدهما ضابط برتبة مقدم وجرح نحو 16 آخرين.
وفي بغداد أيضا قتل جندي أميركي وجرح خمسة جنود آخرين في ثلاثة هجمات منفصلة بعبوات ناسفة استهدفت دوريات للجيش الأميركي.
وفي تطور آخر، قتل عقيد بالشرطة واثنان من أبنائه وطفلان عراقيان آخران عندما انفجرت قنبلة قرب منزله بمدينة تكريت شمال العاصمة. كما قتل مسلحون نقيبا بالشرطة في هجوم وسط مدينة بعقوبة.
وفي كركوك لقي عراقيان مصرعهما وجرح 13 آخرون في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف دورية أميركية.
وإلى الجنوب من بغداد قتل ثلاثة جنود عراقيين وأصيب أربعة آخرون بجروح في هجوم شنه مسلحون على نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي، وقالت وكالة أسوشتيد برس إن زعيم إحدى الجماعات الشيعية وسائقه قد قتلا برصاص مسلحين على طريق في محافظة العمارة دون تحديد هويتهما.
محاكمة صدام
من جهة أخرى استجوب قضاة عراقيون أمس أول شاهد في قضية الدجيل شمال بغداد عام 1982 التي يحاكم فيها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه وبدأت أول جلساتها الأربعاء الماضي.
وتمت عملية استجواب الشاهد وضاح الشيخ في مستشفى عسكري حيث يعالج من مرض السرطان. وكان الشيخ يشغل منصبا رفيعا في جهاز المخابرات العراقي في عهد صدام وأشرف على التحقيق في ملف الدجيل. ومن المقرر أن تستأنف محاكمة صدام في الثامن والعشرين من الشهر القادم.
وأكد المتحدث باسم الحكومة العراقية ليث كبة في سياق متصل عدم وجود أي خطط لنقل محاكمة صدام إلى خارج العراق بعد اغتيال المحامي سعدون الجنابي الذي يدافع عن رئيس محكمة الثورة السابق عواد البندر، مشيرا إلى أن من واجب الحكومة العراقية توفير الحماية للمحامين رغم كونها لا تتدخل في عمل القضاء.
المبادرة العربية
وتزامنت هذه التطورات مع مواصلة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مهمته في العراق حيث لاقت مبادرته لتنظيم مصالحة وطنية تأييدا كبيرا من مختلف الأطراف العراقية.
فبعد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري ووجوه سياسية كثيرة أخرى، أعلن الرئيس الانتقالي جلال الطالباني بدوره تأييده للمبادرة، مشيرا إلى ضرورة مراعاة الخصوصية العراقية.
وقال الطالباني أمس في ختام لقائه بموسى في السليمانية بكردستان العراق إنه يؤيد تأييدا كاملا كل الآراء والأفكار التي تقدم بها موسى "لأنها تصب في خدمة العراق وعلاقاته مع محيطه العربي" مع تأكيد ضرورة مراعاة الخصوصية العراقية.
وشدد الرئيس العراقي على أن الجامعة العربية هي أفضل من يستطيع أن يلعب دورا في العراق، وزيارة موسى تأتي في وقت مناسب.
من جهته عبر موسى عن تطلع الجامعة إلى قيام "العراق الجديد" كجزء من العالم العربي بخصوصياته التي نص عليها الدستور، مضيفا أن مساعده للشؤون السياسية أحمد بن حلي سيعود إلى العراق قريبا لتسريع تنفيذ المبادرة العربية.
وكان الأمين العام للجامعة قد حضر في وقت سابق أمس جلسة للبرلمان الكردي في أربيل، وأعلن أمامه "أن عراقا جديدا سوف نصل إليه في نهاية المطاف" مؤكدا أن عهدا انتهى وراح و"أن هناك عصرا جديدا يتهيأ له العراق".