عباس بالقاهرة وإسرائيل ترفض المفاوضات السرية

وصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى القاهرة اليوم قادما من الجزائر لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين بشأن تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وذكرت مصادر مصرية أن عباس سيعرض على الرئيس المصري حسني مبارك نتائج جولته الأخيرة في فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة. كما ستتطرق القمة المصرية-الفلسطينية للاستعدادات السياسية والأمنية في الأراضي الفلسطينية قبل إجراء الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقررة في يناير/كانون الثاني القادم.
وحسب نفس المصادر فإن الاجتماع سيتناول أيضا موضوع المعابر بين غزة ومصر والتركيز على ضرورة إعادة فتح معبر رفح، وكذلك الدعم المطلوب من مصر للقضية الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة. وكان عباس اجتمع مع مبارك بالقاهرة الأربعاء الماضي قبل جولته الأخيرة.
ووصل عباس إلى القاهرة قادما من الجزائر التي زارها مدة 24 ساعة حيث أجرى هناك مباحثات مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للجامعة العربية وأبلغه بنتائج جولته في الولايات المتحدة.
وكان عباس أجرى مباحثات مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن تناولت الرؤية الأميركية لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي ذلك اللقاء ألمح بوش إلى عدم إمكانية تأسيس دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته في عام 2009، كما دعا إلى عدم إشراك حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية بدعوى مساندتها للإرهاب.
رفض إسرائيلي
وفي إطار تحرك عباس رفضت إسرائيل بصورة قاطعة اقتراحه بإجراء مفاوضات سرية موازية مع تل أبيب بهدف إقامة دولة فلسطينية باعتبارها محاولة للالتفاف على خارطة الطريق.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي مقرب من رئيس الوزراء أرييل شارون أن هذه المفاوضات "لن تجرى طالما لم ينفذ الفلسطينيون تعهداتهم" بتجريد فصائل المقاومة من أسلحتها.
وقال المسؤول إن اقتراح عباس هدفه إحياء المفاوضات بدون وضع حد لما أسماه الإرهاب والعنف, مشيرا إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة ترفضان ذلك.
وبخصوص حركة حماس قللت إسرائيل من أهمية خلافها مع واشنطن بشأن مشاركة الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة, معتبرة أن هذا الخلاف "تكتيكي". وقال مسؤول إسرائيلي إنه لا يمكن القبول بمشاركة حماس في الانتخابات طالما لم تتخل عن سلاح المقاومة, مشيرا إلى أن واشنطن وتل أبيب تتفقان على ضرورة إبعاد الحركة عن أي مفاوضات.
أحمد قريع
وفي تطور آخر احتج رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع بعد إيقاف موكبه القادم من أبو ديس بضاحية القدس الشرقية, مدة 45 دقيقة عند حاجز للجيش الإسرائيلي قرب رام الله وسط الضفة الغربية.
رد فعل قريع على هذا التصرف دفعه للقول إن الإسرائيليين يدعون أن الحواجز التي يقيمونها على الطرقات هي لضمان حمايتهم, لكنها في الواقع تهدف إلى جعل حياة الفلسطينيين أصعب وخصوصا في شهر رمضان.
ورأى رئيس الوزراء الفلسطيني أن كل هذا "لا يساهم في عملية السلام بل يزيد الأمور صعوبة بالنسبة لجميع الفلسطينيين وليس لي وحدي". وقطع الجيش الإسرائيلي عددا من الطرقات في الضفة الغربية وأقام حواجز مجددا بعد هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة مستوطنين الأحد الماضي في الضفة الغربية.
وأكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون إيقاف موكب قريع للتحقق من هويته، وأوضحوا أنه تم التعامل على هذا النحو مع رئيس الوزراء لأنه لم يبلغ السلطات الإسرائيلية مسبقا عن تنقله بموجب التنسيق المفروض على الشخصيات والدبلوماسيين الفلسطينيين.
معبر رفح
" المعبر سيفتح مدة 48 ساعة فقط وتوقعات بعبور 6 آلاف فلسطيني لداخل غزة " |
وفي غزة أفاد مسؤولون في أجهزة الأمن الفلسطينية بأنه تم فتح معبر رفح مدة 48 ساعة اليوم بين قطاع غزة ومصر ليتمكن مئات الفلسطينيين المحتجزين عند الحدود من العودة إلى منازلهم. وقالت مصادر فلسطينية إنها تتوقع عبور ستة آلاف فلسطيني إلى داخل غزة خلال اليومين المقبلين.
وأغلق معبر رفح الذي يشكل نقطة العبور الوحيدة إلى خارج قطاع غزة, في السابع من سبتمبر/أيلول الماضي قبل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة الذي أنجز في الشهر نفسه. غير أن المعبر أعيد فتحه ثلاث مرات لفترات قصيرة. ولم تثمر المفاوضات مع إسرائيل حول شروط دخول الفلسطينيين إلى قطاع غزة وخروجهم منه.
وفي تطور آخر قال الناطق بلسان حماس مشير المصري إن الحركة توشك على التوصل إلى ميثاق شرف مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بعد حصول توافق بين الحركتين على تهدئة الأمور وإزالة التوتر على الساحة الفلسطينية. وقال المصري إن الاتصالات أسفرت عن اتفاق بين الجانبين يتم بمقتضاه إنهاء كافة وسائل الاحتقان والتحريض وكذلك الحملات الإعلامية والتشهير.
وأكد هذه الأنباء عضو اللجنة المركزية لفتح زكريا الأغا الذي قال إن الحوارات مستمرة بين كافة الفصائل الفلسطينية وخاصة بين فتح وحماس، من أجل التغلب على كل الصعاب الموجودة وإزالة أسباب الاحتقان التي كانت موجودة في الفترة الماضية.
شهيد وجريح
وفي تطور ميداني اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيا وأصابت آخر قرب رام الله في الضفة الغربية، بإطلاق الرصاص عليهما مساء أمس.
وقد أقر الجيش الإسرائيلي بأن جنوده قتلوا فلسطينيا ظنوا أنه يحاول زرع قنبلة، لكن متحدثا عسكريا قال في وقت لاحق إن الشهيد والجريح لم تكن بحوزتهما أي قنابل. وفي وقت لاحق قالت قوات الاحتلال إنها اعتقلت 16 فلسطينيا خلال غارات شنتها في مناطق متفرقة من الضفة الغربية تركزت في مدينتي نابلس والخليل.
وفي القدس كشفت صحيفة هآرتس اليوم استخدام الجيش الإسرائيلي لنوع جديد من الأعيرة ضد المتظاهرين احتجاجا على الجدار العازل في قرية بلعين القريبة من مدينة رام الله في الضفة الغربية.
ويطلق على الأعيرة الجديدة "أعيرة الفاصوليا", حيث يستخدم الجيش الإسرائيلي المظاهرات في بلعين كحقل تجارب لأنواع جديدة من الأسلحة لتفريق المتظاهرين. فقد استخدم الجيش الإسرائيلي في الماضي "أعيرة الفلفل" و"أعيرة الإسفنج" ضد المتظاهرين.
وينظم المواطنون الفلسطينيون في بلعين ظهيرة كل يوم جمعة مظاهرة ضد الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل في أراضيهم بعد أن صادرت 2300 دونم تابعة لأهالي القرية.