خسائر القوات الأميركية بالعراق تضعف معنويات أفرادها

مع اقتراب الحرب المستمرة في العراق من حصد أرواح ألفين من الجنود الأميركيين الموجودين هناك, يحاول الجيش الأميركي الحفاظ على معنويات عاليه لجنوده من أجل مواجهة أعباء تلك الحرب.
ويسعى الجيش للوفاء بهذا الهدف عن طريق حصر مهمة جنوده بحماية بعضهم البعض ومن خلال التركيز على تأدية مهامهم اليومية المحددة فضلا عن وسائل تلطيف الأجواء في القواعد الأميركية بمناطق الحرب هناك كما لو كانت طبيعية قدر الإمكان.
وللتأقلم مع أجواء الحرب هذه يحاول بعض الجنود الأميركيين التركيز على المهمات القتالية اليومية والعيش بأمل العودة إلى البلاد بسلام في أسرع وقت. وقال رقيب في الجيش من ولاية أطلانطا إن الكثير من الجنود لا يريدون أن يكونوا في العراق, ولكنهم موجودون بسبب طبيعة عملهم.
وتختلف مشاعر الجنود الموجودين في العراق بحسب المنطقة التي يعمل فيها الجندي. فالجندي الذي يعيش في مناطق القتال المباشرة وهو نمط من معارك حرب العصابات التي تميز الحرب في العراق حاليا, هي غير مشاعر من يعيشون في قواعد الإمداد العسكرية التي تتوفر على مقدار من الأجواء التي تحاول إضفاء أوضاع شبه طبيعية على حياة الجنود.
اهتزاز الثقة
التعرض للهجمات اليومية, كما هو الشأن في مدينة بعقوبة شمال شرق العاصمة بغداد, من شأنه أن يجعل من الحفاظ على معنويات الجنود مهمة أكثر صعوبة, كما يعتقد ملازم أول من مدينة برمنغهام بولاية ألباما.
ولكنه يؤكد أن مهمات من نوع إعادة البناء ستكون مناسبة أكثر في هذا الشأن. وقال إن تمكين الجنود من الاتصال بزوجاتهم وعائلاتهم عبر الهاتف أو الإنترنت قد يساهم في رفع المعنويات.
ورأى آخر أن الجميع يريد العودة للبلاد رغم أن البعض يريد المشاركة في القتال، ويؤكد آخرون أن الصعوبات القائمة في العراق قللت من عدد أولئك الجنود الذين سيستمرون في الجيش, كما أنها ساهمت في زعزعة ثقتهم بأن العمل الذي يؤدونه سيجعل الولايات المتحدة أكثر أمنا.
ويساهم وجود الجنود الأميركيين في العراق في جعل حياتهم الاجتماعية أكثر صعوبة, كما هو شأن الجندي الميكانيكي تشارلز بويل من ولاية واشنطن الذي قال إنه طلق زوجتين بسبب كونه في العراق.
ورغم أن عددا من الجنود يرون أن معنوياتهم لا تزال عالية لأنهم يشعرون أنهم يجعلون من العراق والولايات المتحدة مكانا أكثر أمنا للعيش من خلال واجباتهم التي يقومون بها, إلا أن ردود فعل الكثير من العراقيين غير الودية -خصوصا في مناطق العرب السنة– يجعلهم يعيدون النظر في وجودهم هناك.
ويشير أحد الجنود إلى أن الانشغال بالهجمات التي تقع في منطقته جعلته بعيدا عن متابعة ما يجري في بقية أنحاء العراق وماهية الهجمات التي تقع لغيره من الجنود.
وقال إنه يعرف بما يتعرض إليه آخرون من هجمات عن طريق البريد الإلكتروني من أقارب يبعثون له برسائل للاطمئنان عليه.
أما العيش في داخل القواعد العسكرية البعيدة عن مواقع الاشتباكات فيبدو مختلفا بعض الشيء مع توفر شاشات عرض تلفزيونية كبيرة ونسخ حديثة من ألعاب الفيديو.
ويمضي بعض الجنود أوقاتهم في لعب الشطرنج مع المقاولين المدنيين. إلا أن الكثير منهم يرى أن مستوى معنوياتهم متأرجح وأنه قد يتغير طبقا للوضع.
ويقول جندي في إحدى الوحدات التي أبلغت بتمديد مهمتها بسبب الانتخابات العراقية القادمة في ديسمبر/ كانون الأول القادم, إن قرار وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد بتمديد مهمة وحدته عشرة أيام هي فترة طويلة، وأضاف "عشرة أيام هي الحياة بطولها هنا".