تعثر المفاوضات الباكستانية-الهندية حول مراكز الإغاثة

تواجه جهود فتح مراكز لإغاثة المتضررين من الزلزال على طول الحدود الفاصلة بين الهند وباكستان في إقليم كشمير خطر الانهيار بعد أن عبرت إسلام آباد عن نفاد صبرها بسبب بطء الاستجابة الهندية.
وذكر وزير الإعلام الباكستاني شيخ رشيد أحمد اليوم الأحد أن الكرة باتت في ملعب الهند معربا عن أمله بأن تتخذ نيودلهي القرار الصائب.
من جهته أعرب منسق جهود الإغاثة الباكستاني اللواء فاروق أحمد خان عن غضبه من تأخر الرد الهندي، مشيرا إلى أن "المفاوضات الطويلة حول شروط فتح الخط تعني أن النافذة التي فتحت سيتم إغلاقها".
وكان رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز أعلن قبل أيام أن بلاده سلمت الهند مقترحا بشأن خمس نقاط حدودية للمرور عبرها، وتوقع متحدث باسم الخارجية أن يتم التباحث حول الموضوع قبل نهاية الشهر الجاري.
وردت الخارجية الهندية اليوم في بيان أشار إلى أن نيودلهي "جاهزة للدخول في مفاوضات بين وزارتي الخارجية حول الموضوع للتوصل إلى قرار في وقت لاحق".
جاء ذلك بعد أن عرضت الهند إرسال مروحيات للمساهمة بأعمال الإغاثة وهو ما رفضته إسلام آباد مشترطة أن يتم إرسال الطائرات دون طواقمها.
واعتبر محلل عسكري هندي أن بيانات الجانبين بشأن تسهيل دخول النازحين عبر المنطقة التي شهدت حربين "مجرد علاقات عامة".
منكوبو الجبال
في غضون ذلك تواصل السلطات الباكستانية جهودها للوصول لعدد من المناطق الجبلية النائية المنكوبة بالزلزال الذي أودى بحياة ما يقرب من 53 ألف شخص بينما يواجه ملايين المشردين أوضاعا كارثية.
وقالت متحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إن هناك حاجة فورية لجهود كتيبة المهندسين التي تعهد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإرسالها للمساعدة في الوصول للناجين من الزلزال وعددهم غير معروف حتى الآن في المناطق الجبلية الوعرة بشمال باكستان. واضطر البرنامج لاستخدام البغال لنقل المساعدات إلى المناطق الجبلية في كشمير الباكستانية.
وكانت منظمات الإغاثة أعربت عن مخاوفها من أن يلقى المزيد من الناس حتفهم من جراء البرد في منطقة مرتفعات الهمالايا، مؤكدين الحاجة إلى المزيد من المروحيات والخيام والبطانيات لإيواء المشردين وكذلك مروحيات.
واعتبر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في باكستان يان فاندرمورتيل أن الاستجابة الدولية لم تكن كافية وأنه لا بد من زيادة سرعة ونطاق عمليات الإغاثة لملايين الناجين مع اقتراب فصل الشتاء.
وأضاف أن المنظمة الدولية تلقت تعهدات بقيمة ثلث المبلغ الذي ناشدت العالم لجمعه لصالح ضحايا باكستان ويبلغ 312 مليون دولار.
وتضاءلت آمال إقامة جسر جوي كبير لنقل الناجين لمناطق آمنة بعد رفض الناتو طلبا من الأمم المتحدة في هذا الخصوص واكتفت قيادة الناتو بإرسال نحو 1000 جندي.
مروحيات وأموال
غير أن قائد المنطقة العسكرية الأميركية الوسطى الجنرال جون أبي زيد تعهد اليوم خلال تفقده للمنطقة المنكوبة بالزلزال، باستقدام 15 مروحية إضافية وعدد آخر من الجنود للمساعدة في إغاثة المنكوبين. وقال في تصريحات في مظفر آباد "سنبذل ما بوسعنا لمساعدة باكستان".
وفي الرياض أفادت وكالة الأنباء السعودية بأن حملة تلفزيونية تستمر أسبوعا للتبرع لضحايا الزلزال أسفرت اليوم عن جمع 121 مليون ريال (32 مليون دولار) تبرع العاهل السعودي الملك عبدالله بـ10 ملايين منها وولي العهد الأمير سلطان بـ5 ملايين.
أوضاع مأساوية
أما في معسكرات المشردين فالوضع لا يقل مأساوية وبرزت مشكلة توفير الخيام للمعسكرات القائمة بالفعل أو لإقامة مخيمات جديدة. وبدت ورش إنتاج الخيام الباكستانية عاجزة عن الوفاء بالطلبات المقدمة إليها والتي تصل أحيانا لنحو 30 ألف خيمة للمصنع الواحد.
وأفاد مراسل الجزيرة بأنه يجري أحيانا تجميع نحو 15 عائلة في خيمة واحدة كبيرة بالمعسكرات مما يؤدي لوقوع مشكلات.
من جهتها وعدت الحكومة الباكستانية بإقامة المزيد من المعسكرات خاصة حول العاصمة إسلام آباد التي يتوافد عليها النازحون من المناطق المنكوبة. ويشتكي المشردون أيضا من عدم انتظام وصول المعونات الغذائية إضافة لعدم التنسيق الواضح بين جهود الإغاثة الدولية والمحلية الرسمية والخيرية اللاجئين.