أنان يحذر من ارتفاع قتلى زلزال باكستان بسبب تأخر المساعدات

ناشد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الدول الأعضاء في المنظمة الدولية لتقديم مساعدة عاجلة للمتضررين من زلزال باكستان محذرا من زيادة في عدد القتلى بسبب التأخر بإرسال المساعدات.
وذكر أنان أمس الجمعة في رسالة إلى قادة الدول الأعضاء في المنظمة الدولية أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حرجة وحثهم على "إظهار ذات مشاعر التضامن ألأممي والتعهدات التي قطعت غداة وقوع موجة المد الزلزالي تسونامي".
وأكد مصدر في الأمم من جهته حصول نقص في المساعدات المقدمة مشيرا إلى أن المنظمة تلقت 27% من قيمة المساعدات التي تعهدت الدول بتقديمها في حين قام المانحون الدوليون بتأمين 80% من المساعدات المطلوبة لضحايا تسونامي خلال 10 أيام.
مساعدة الناتو
في غضون ذلك وافق حلف شمال الأطلسي على إرسال ألف جندي نصفهم من سلاح الهندسة وعدد محدود من المروحيات إلى شمال باكستان لفك عزلة عشرات الآلاف ممن تقطعت بهم السبل في القرى الواقعة في سفوح الهملايا، خاصة أن الشتاء على الأبواب والثلوج بدأت تتساقط.
وقال الأمين العام للحلف يان دي هوب شيفر إن القوة سترسل في أسرع وقت ممكن, منبها إلى أن الناتو ليس هيئة إغاثة دولية, "وإن كان الوضع خطيرأ" في باكستان.
غير أن الحلف لم يستجب لطلب منسق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة يان إيغيلاند -الذي التقى سفراء بلدان الناتو الـ26 اليوم ببروكسل- بفتح جسر جوي شبيه بجسر برلين بين عامي 1948 و1949.
وقال مصدر في الناتو لم يكشف عن اسمه إن جسر برلين كان بعد الحرب العالمية الثانية والأمر الآن يتعلق بباكستان, ولا مجال للمقارنة بين الحالتين.
وكان القائد الأعلى لقوات الناتو الجنرال جيمس جونس قال في وقت سابق من هذا الأسبوع إن المروحيات تشكل مشكلة بالنسبة للحلف, فهو لم يستطع جمع العدد الكافي منها، ليس لباكستان فحسب بل لأفغانستان أيضا.
وقد ذكر إيغيلاند قبل لقائه سفراء الناتو أنه لا يعرف كيف يخلي مئات من السكان في الهملايا "لكن الحلف العسكري الأكثر فعالية في العالم يفترض أنه يعرف كيف يقوم بذلك", متأسفا لكون المبالغ المقدمة لم ترق حتى لثلث تلك التي تم التعهد بها, وكانت وتيرة المساعدات أبطأ من تلك التي أعقبت المد البحري تسونامي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وتشارك الآن في عمليات الإغاثة 65 مروحية باكستانية وأميركية وألمانية ويابانية باعتبارها الوسيلة المثلى للوصول إلى المناطق الوعرة خاصة تلك الواقعة في سفوح جبال الهملايا , وينتظر وصول 20 أخرى.
وقد أعلنت باكستان أمس أن عدد قتلى الزلزال ارتفع إلى أكثر من 51 ألفا إضافة إلى 74 ألف جريح, فيما تحدثت مصادر إقليمية أن عدد القتلى بلغ 79 ألفا.
من جهتها قررت تركيا تقديم حوالي 150 مليون دولار من المساعدات النقدية والمادية, لتكون أكبر مساعدة تتقدم بها دولة واحدة.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعد طوافه والرئيس الباكستاني برويز مشرف بمروحية فوق المناطق المنكوبة بكشمير إن تركيا ستقوم بأي شي لمساعدة باكستان, بينما وصل فريق طبي كوبي من مائة طبيب ليرتفع عدد الأطباء الكوبيين إلى 200 وتكون كوبا صاحبة أكبر فريق طبي يساهم في عمليات الإغاثة.
المناطق الوعرة
في غضون ذلك يواصل الجيش الباكستاني العمل على مدار الساعة لفتح الطرق الجبلية التي تضررت بالزلزال للوصول إلى قرى جبلية معزولة عن العالم الخارجي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول.
وشددت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي ميا ترنر على أهمية الاستعانة بالمهندسين لفتح الطرق المقطوعة مشيرة الى أن "فتحها يحل كل المشاكل".
وأوضحت أن طياري المروحيات الذين لايستطيعون تغطية حاجات كل الأماكن يفيدون بوجود مئات القرويين الذين يلوحون لهم بأعلام حمراء وبرتقالية طلبا للمساعدة.
وتشير التقديرات إلى أن مليوني شخص أو أكثر يعيشون بلا مأوى ولكن الخيام القادرة على الحماية من شتاء الهيمالايا القارس شحيحة وتوجه باكستان مناشدات يومية للعالم من أجل إرسال المزيد.