مليلية الجنة الأوروبية بعين لاجئ أفريقي

An immigrant looks at a Spanish Red Cross tent at a temporary shelter in the Spanish enclave of Melilla 01 october 2005.
 
بالنسبة لستيف ورودريغز فإن الخيام المنصوبة في مليلية الواقعة في شمال المغرب والخاضعة للحكم الإسباني هي بداية الطريق إلى "الجنة الأوروبية" غير الموعودة, وأفريقيا التي تحتها هي الجحيم الذي لا يريدان العودة إليه.
 
كان ستيف ورودريغز بين 500 أفريقي حاولوا الثلاثاء الماضي تسلق الجدار الفاصل بين المغرب ومليلية مستعملين في ذلك السلالم وجذوع الأشجار, ولم تنفع معهم لا الهري ولا العيارات المطاطية.
 
وقد قتل في عملية الاقتحام تلك خمسة من المهاجرين غير الشرعيين وتبادلت السلطات الإسبانية والمغربية التهم بشأن الجهة التي أطلقت النار.
 
بوابة أوروبا
الآلاف -أغلبهم من بلدان الساحل الأفريقي- يحاولون سنويا الهروب إلى إسبانيا ويلقى المئات الموت غرقا في القوارب, لكنهم لا يقصدون إسبانيا لذاتها, وإنما فقط لأنها البوابة إلى أوروبا, وزادت الشهية مع وصول الاشتراكيين للحكم خاصة بعد أن قرروا تسوية وضع 800 ألف مهاجر غير شرعي إن أثبتوا امتلاكهم عقود عمل.
 
undefinedويقول ستيف وهو نجار من توغو في الـ 30 من عمره إن كل واحد كان مهتما لأمره فقط خلال لحظات الاقتحام تلك, وهو لحد الآن لا يعرف ما حل بأصدقائه, لكنه مرتاح ويصف المكان بالجنة.
 
لقد ترك ستيف بلده توغو, بينما هاجر صديقه رودريغز جمهورية أفريقيا الوسطى في رحلة إلى "الجنة الأوروبية" دامت عامين, عبر خلالها تسعة بلدان بينها النيجر وموريتانيا, كي يصل إلى مليلية.
إعلان
 
ويقول ستيف إنه ترك زوجته حاملا ولم ير البنت التي رزق بها, ولم يكن سهلا عليه أن يتركهما, "لكن الأمر هو كأن تقطع نياط قلبك".
 
ويصر الرجلان على أنه مهما وضعت السلطات المغربية والإسبانية من عراقيل ومهما استعملت من تقنيات المراقبة, فإن تدفق المهاجرين الأفارقة سيستمر.
 
ستيف ورودريغز ينتظران الآن من الحكومة الإسبانية أن تمنحهما فرصة البقاء على أراضيها, وفي انتظار تقرير مصيرهما منحا هذه الخيام مأوى, لكنها خيام تمنحهما العزاء لأنها منصوبة على أرض أوروبية.
المصدر : الفرنسية

إعلان