حجاب أوروبي يجمع بين الأناقة والستر

نموذج الحجاب الذي طرحته المؤسسة الدانماركية (4)

سمير شطارة-أوسلو
أصبح حجاب المسلمات في أوروبا يشكل هاجسا للعديد من القطاعات، فبينما شنت عليه حكومات حظرا في بعض الدول، سمحت به دول أخرى ومنحته الشرعية.

وتأكيدا لهذه الشرعية سعت مؤسسات أوروبية إلى إنتاج أشكال من الحجاب، وطرحها في السوق الأوروبي.

ومن بين تلك المساعي طرحت مؤسسة سيرفيسو الدانماركية في الأسواق الاستهلاكية حجابا جديدا يجمع بين الأناقة والستر، ويتلاءم إلى حد ما مع المجتمعات الغربية عموماً والدول الإسكندنافية خصوصا.

فقد ذكر عمران حسين أحد مصممي الحجاب أن تصميم حجاب عصري عملي ويتسم بالذوق الرفيع ولا يثير بعض المتحفظين على مسألة اللياقة في المجتمع الأوروبي، يهدف إلى إخراج المسلمات المحجبات من العزلة عن المجتمع التي يشعرن بها والزهد في ممارسة العمل.

وأشار عمران في اتصال مع الجزيرة نت إلى أن الحجاب الذي صممه بالتعاون مع فريق فني في المؤسسة الدانماركية ملائم للبيئات الأوروبية، لاسيما النرويج والسويد والدانمارك التي تبنى فيه المجتمعات على التعددية والتنوع.

وذكر أن ارتداء المرأة لهذا الحجاب خاصة في أوقات العمل سيعطيها ميزة إضافية، وهي أنها مسلمة تحترم دينها وترغب في الاندماج مع المجتمع الأوروبي بشكل إيجابي.

وأوضح عمران أن الحجاب الجديد علاوة على أنه يتميز بذوق فني رفيع يتناسب مع الأجواء الأوروبية كما أنه يتطابق مع شروط الحجاب الإسلامي، مؤكدا أنه مع فريقه الفني كانوا يحرصون أثناء عملهم على تصميم الحجاب على أخذ استشارات من بعض الأئمة البارزين للمسلمين بالدانمارك، وقد لقي موافقتهم وقبولهم بصورته النهائية.

وأشار إلى أن الزي الإسلامي الأوروبي الجديد مصمم من أجزاء صغيرة سهلة التركيب وناعمة الملمس، كما أنه قابل لتغيير بعض مواصفاته الجمالية وفقا لذوق الزبون.

وأضاف بأنه "يجب علينا الاعتراف بأن المسلمات اللواتي يلتزمن بالزي الإسلامي والحجاب يعانين من حاجز نفسي عندما يتقدمن للعمل داخل المجتمعات الأوروبية، وتتضاعف المشكلة عندما تلقى الرفض والصدود لمجرد ارتدائها هذا الزي الذي يعكس دلالات كثيرة عند البعض منها صورة الإرهاب والتخلف، وهو ما دفع المؤسسة إلى التفكير بشيء يجمع بين الالتزام بالحجاب الشرعي والذوق الفني الرفيع الذي يخفف من وطأته على الأوروبيين".

وأكد عمران أن المؤسسة بطرحها تصميم الحجاب لا تنظر إلى عامل الربح في المسألة، بل تهدف إلى خلق أجواء ملائمة للمسلمة المحجبة كي تندمج مع المجتمع الأوروبي بشكل لائق ومقبول، وإذا ما حدث ذلك فإن الشركة تكون قد حققت هدفا أسمى وأكثر من ربح الأموال.

ولم يخف مصمم الأزياء مشاعر الخوف والقلق بالفترة التي تزامنت مع طرح الحجاب تحسبا من ردود أفعال رافضة من المسلمين والمسلمات المحجبات على وجه الخصوص، لكنه اطمأن لدى تسلمه العديد من رسائل التشجيع والمباركة بمجرد طرحه بالأسواق.

من جانبه أبدى وزير الاندماج الدانماركي ريكي هافيلوسي ارتياحه الشديد للتصميم الجديد الذي سيجعل من مسألة اندماج المسلمات المحجبات داخل خليط المجتمع الدانماركي وغيره من الشعوب الأوروبية، أمرا ممكنا.

وأوضح هافيلوسي في تصريحات صحفية أن حكومته تدعم الابتكار الجديد وتشجعه بقوة.

يُذكر أن شركة إيكيا السويدية العملاقة كانت قد اعتمدت قبل نحو شهرين لباسا رسميا للمحجبات طبعت عليه شعار الشركة، وذلك لتشجيع المسلمات المحجبات على العمل بفروعها وإعطائهن فرصا متساوية مع غيرهن.
ــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان