تدقيق في نتائج الاستفتاء بالعراق ومقتل نائب محافظ الأنبار

بدأت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عمليات تدقيق في نتائج الاستفتاء على مسودة الدستور بدعوى"وجود شوائب لا تتطابق مع المعايير الدولية" حسبما أكد مسؤول في اللجنة.
وقال المسؤول الذي لم يذكر اسمه إن نسبة طعون الاستفتاء بلغت 20 إلى 30 لكن الأمر حسبه يتعلق بشوائب, دون استبعاد فرضية الخطأ التقني أو التزوير.
كما أوضح أن غالبية الأرقام الأولية التي نقلت إلى مقر المفوضية وأثارت جدلا كانت بالمحافظات الشيعية جنوبا والكردية شمالا حيث الأرقام مرتفعة جدا, مشيرا إلى أن المفوضية "ستدقق يدويا بعد عمليات الكمبيوتر كما أن بإمكانها فتح صناديق اقتراع بشكل مفاجئ".
وكان مسؤول بالمفوضية العليا ذكر أمس أن نسبة التأييد بلغت أكثر من 90% بمحافظات كربلاء والبصرة وميسان وذي قار والنجف وواسط, لكنه قال إن "المفوضية ستبذل كل ما في وسعها وتأخذ وقتها لكي تكون النتائج التي ستعلنها حقيقية" مؤكدا أن مرتكبي التزوير سيحالون إلى القضاء.
من جهته قال الناطق باسم المفوضية فريد أيار لوكالة الأنباء الفرنسية إن الأرقام محل الجدل هي لنسب المصوتين بـ نعم ولا، ولا تتعلق بنسب المشاركة.
وقد أعلنت المفوضية في بيان لها إرجاء إعلان النتائج النهائية لاستفتاء السبت الماضي, قائلة إنها تحتاج إلى أيام عدة لمراجعة البيانات القادمة من معظم المحافظات بعدما أظهرت أرقاما عالية نسبيا مقارنة مع المعدلات الدولية في اعتماد النتائج الانتخابية.
وأشار البيان إلى فحص عينات من صناديق اقتراع من مختلف المحافظات خاصة التي تشير إلى نسب عالية جدا أو منخفضة جدا, لكن دون ذكر عمليات تزوير.
جاء ذلك بعد شكاوى من مصادرة الشرطة صناديق الاقتراع في مناطق ذات غالبية سُنية مثل محافظة ديالى قبل انتهاء التصويت، بينما أكدت مصادر سُنية إدلاء ناخبين يزيد عددهم على المسجلين بالقوائم في المناطق المؤيدة.
ترحيب أميركي
وفي وقت أبدى فيه الرئيس الأميركي جورج بوش سعادته بـ "التقدم الذي يتحقق", قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إن صياغة الدستور لم تسهم بتوحيد صفوف العراقيين وإن العنف سيتصاعد رغم ما يبدو من الموافقة عليه معتبرا أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان سيوحد البلاد أم يؤدي إلى تقسيمها لثلاث دول شيعية وسُنية وكردية منفصلة.
أما وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول فذكر أن الاستفتاء خطوة هامة إلى الأمام, لكنه "ليس نهاية اللعبة". وأضاف في لقاء أمس مع قناة CNN إن الولايات المتحدة "ما زالت تواجه تمردا عسيرا وممتدا في العراق يتعين هزيمته على الأرض وعلى الصعيد السياسي".
وتابع يقول "إن أياما عصيبة تنتظر الولايات المتحدة" في العراق, وهو ما يستوجب إنجاز الدستور الآن حتى يمكن المضي لإيجاد حكومة دائمة من خلال انتخابات تجري في نهاية العام.
فريق علاوي
سياسيا أعلن قادة أحزاب وشخصيات عراقية تشكيل تحالف لخوض الانتخابات البرلمانية في ديسمبر/كانون الأول المقبل، بدعوة من رئيس الوزراء العراقي السابق وزعيم القائمة العراقية بالبرلمان إياد علاوي.
وقال وزير التخطيط السابق مهدي الحافظ في ختام اجتماع ببغداد أمس إن هدف التحالف إنشاء تكتل سياسي قادر على تحقيق الاستقرار بالعراق, لكن بعض المراقبين يرون أن علاوي يحاول العودة إلى دائرة الضوء عبر تحالف لأكبر عدد من القيادات السُنية والشيعية المعتدلة.
على صعيد آخر رحبت الحكومة العراقية بالزيارة المرتقبة للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بغداد وبـ " جهود الجامعة العربية لتفعيل وجودها الدبلوماسي في العراق", وهو دور قالت إن العراق طالب به في العديد من المناسبات. بينما ندد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بالزيارة واعتبرها "مؤامرة" تهدف إلى "وقف الجهاد في مناطق السُنة".
مقتل أميركيين
أمنيا أعلن الجيش الأميركي أن عملياته غرب العراق انتهت بمقتل 18 ممن أسماهم المتمردين, علما أنه كان أعلن في وقت سابق مقتل أربعة مسلحين دون أن يعرف إن كانت الحصيلة الجديدة تشملهم.
وأشار الجيش الأميركي من جهة أخرى اليوم الى أن اثنين من جنوده قتلا في اشتباك بالأسلحة النارية في الرطبة القريبة من الحدود مع الأردن وسوريا مضيفا أن أربعة مسلحين قتلوا في الاشتباك ذاته.
وفي الرمادي أفادت مصادر طبية أن نائب محافظ الأنبار طالب الدليمي قتل اليوم مع أحد مرافقيه في كمين نصبع له مجهولون في مدينة الرمادي (110 كيلومتر شمال غرب بغداد).
وقد حصدت الهجمات اليوم أيضا حياة سبعة عراقيين بينهم عايد عبد الغني أحد كبار مستشاري وزير الصناعة العربي السُني أسامة عبد العزيز النجفي، حينما كان يقود سيارته متوجها إلى عمله في منطقة بغداد الجديدة.
كما أعلنت الشرطة أنها عثرت على جثث ستة عراقيين مقيدين ومقطعي الأوصال، كانوا قد اختطفوا في ثلاث مناطق مختلفة من العاصمة العراقية.