الحكومة الكويتية تؤكد على الوحدة الوطنية وترفض الأحزاب
اتفق رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح ورئيس مجلس النواب جاسم الخرافي على أهمية صون الوحدة الوطنية والتعددية السياسية في مواجهة الخلافات المتزايدة بين الحكومة والبرلمان، ولكنهما اختلفا على السماح بقيام الأحزاب السياسية.
وفي أول إشراف له على افتتاح دورة برلمانية بسبب مرض أمير البلاد وولي عهده، قال الشيخ صباح الأحمد إن "الوحدة الوطنية هي صمام الأمن والسكينة في بلدنا" مشددا على أن "خلاصنا لن يكون إلا بوحدتنا الوطنية".
من جانبه قال الخرافي في افتتاح الدورة الجديدة التي تستمر تسعة أشهر "إن وحدتنا الوطنية هي بمثابة القلب لنظامنا السياسي والتعددية شريانه والعقلانية السياسية دليل صحته وعافيته".
وأضاف محذرا من مخاطر الاختلاف والانقسام "من الخطر جدا أن نبدو كأننا تكوينات اجتماعية لا كيانا واحدا ونحن بلد صغير".
الأحزاب السياسية
ومن ضمن مطالب إصلاحية كثيرة دعا الخرافي إلى وضع قوانين تنظم الأحزاب السياسية الموجودة فعلا في الواقع السياسي الكويتي الذي كان شاهدا على ولادة أول برلمان منتخب في منطقة الخليج وذلك عام 1962.
وقال "من غير المنطقي أن تكون لدينا أحزاب في الممارسة ولا نبحث جديا جدوى تقنينها وتنظيمها".
ولكن الشيخ صباح الأحمد لم يتأخر في الرد على مطالب الخرافي، وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) "ليس هناك أي تفكير فيما يتعلق بموضوع الأحزاب.. الدستور الكويتي يفسر هذه الأمور ويجب أن يترك هذا الأمر للدستور".
ولا تسمح دول الخليج والكويت خصوصا بتقنين الأحزاب وإن كانت تسمح بوجود بعض الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي، وتعمل من خلالها جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمات سلفية أخرى.
وشكل إسلاميو الكويت الذين يمتلكون 15 مقعدا من أصل 50 في البرلمان أول حزب سياسي في الخليج وهو حزب الأمة، ولكنه لم يحصل على تصريح رسمي.
خلافات الأسرة الحاكمة
يأتي افتتاح الدورة الجديدة للبرلمان وسط خلافات في الأسرة الحاكمة فجرها رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي الصباح الذي انتقد الحكومة برئاسة الشيخ صباح الأحمد الأسبوع الماضي، وقال إنها استبعدت كبار أعضاء الأسرة من اتخاذ القرارات وتجاهلت الفساد المتفشي.
كما يأتي قبل أيام من عودة ولي العهد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من رحلة علاجية في لندن بسبب مشاكل صحية يعالج منها منذ شهرين.
وتدور تكهنات بأن يعمد الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -وهو يعاني من نزيف دماغي منذ العام 1991- إلى إسناد ولاية العهد للشيخ صباح الأحمد، ولكن ذلك يتناقض مع تفاهم داخل الأسرة الحاكمة بتقاسم الإمارة وولاية العهد بين شقي الجابر والسالم.