إسرائيل تعلق اتصالاتها مع الفلسطينيين بعد هجومي الضفة

أعلنت مصادر أمنية إسرائيلية عن تعليق كافة الاتصالات مع السلطة الفلسطينية إثر الهجومين اللذين وقعا أمس الأحد في الضفة الغربية وأديا الى مقتل ثلاثة مستوطنين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني إسرائيلي لم تكشف هويته قوله اليوم الاثنين "تقرر تعليق اللقاءات التنسيقية" والاتصال الأمني مع الفلسطينيين.
ويأتي القرار الإسرائيلي قبيل اجتماع كان مقررا ضمن سلسلة اجتماعات يعقدها مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون تحضيرا للقمة المرتقبة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
احتجاز الآلاف
في غضون ذلك شددت قوات الاحتلال إجراءاتها على تحركات الفلسطينيين في الضفة الغربية عقب الهجومين.
ومنع جيش الاحتلال السيارات من التحرك على الطرقات وسمح للفلسطنيين باستخدام المواصلات العامة فقط, في حين احتجز الآلاف منهم على الحواجز العسكرية في مختلف المناطق.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال اعتقلت 19 فلسطينيا في أماكن مختلفة من الضفة.
وقال مسؤول رفض الكشف عن اسمه إن إسرائيل ستغلق مخارج بيت لحم والخليل، مضيفا أن جيش الاحتلال قد يشن عمليات دهم واعتقال مكثفة في الضفة وقد يجتاح بيت لحم.
جاء ذلك ردا على مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة أربعة آخرين عندما أطلق مسلحون النار من سيارة مسرعة على تجمع للمستوطنين في موقف للحافلات قرب مجمع مستوطنات غوش عتصيون.
وأوضحت فرق الإسعاف الإسرائيلية أن مستوطنا قتل في مسرح الهجوم بينما لقي الآخران حتفهما في المستشفى. وأضاف المسعفون أن اثنين من المصابين -أحدهما جندي إسرائيلي- في وضع خطر.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن المسلحين شنوا بعد دقائق هجوما آخر بإطلاق الرصاص على مركبة يقودها إسرائيلي في مستوطنة إيلي شمال الضفة الغربية، ما أدى إلى جرح أحد ركابها.
شهداء الأقصى
من جانبها نفت كتائب شهداء الأقصى مسؤوليتها عن الهجومين. وفي اتصال مع الجزيرة قال قائد الكتائب زكريا الزبيدي إن الحركة ملتزمة بالتهدئة مع إسرائيل حسب اتفاقها مع السلطة الفلسطينية.
وألقت إسرائيل كعادتها اللوم على السلطة الفلسطينية في مقتل المستوطنين، في عملية هي الأولى منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في أغسطس/آب الماضي.
وقال المتحدث باسم الحكومة آفي بازنر إن إسرائيل ترى أن الهجوم "خطر جدا" ولا سيما أن مرتكبيه من أجنحة حركة فتح، في إشارة إلى جناحها العسكري كتائب شهداء الأقصى.
وأضاف بازنر "ما حصل يظهر الحاجة إلى نزع سلاح المنظمات، وهو ما لم ينفذه (عباس) إلى الآن".
كما اغتال جنود الاحتلال مسؤولا في سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي يدعى نهاد أبو غانم بإطلاق الرصاص عليه في منطقة جنين شمال الضفة الغربية.
وقال مراسل الجزيرة في الضفة إن قوات إسرائيلية أطلقت النار على سيارة كان يستقلها أبو غانم عند مدخل المدينة، وإن شخصا كان برفقته نجح في الفرار.
من جانب آخر أشعل مستوطنون متطرفون النار في مزارع الزيتون ومحاصيل قمح يملكها مزارعون فلسطينيون في مدينة نابلس شمال الضفة. وقال المزارعون إن المستوطنين من مستوطنة إيلون موريه أشعلوا النار ولاذوا بالفرار، ما أدى إلى إتلاف نحو 70 دونما من الأراضي الزراعية.
وفي سياق الاستعدادات الفلسطينية للانتخابات التشريعية المقبلة جددت السلطة رفضها الضغوط التي تمارسها إسرائيل لمنع مشاركة حماس في الانتخابات المقررة يوم 25 يناير/كانون الثاني المقبل.
وكان رئيس الوزراء أرييل شارون قد هدد في سبتمبر/أيلول الماضي بأن إسرائيل ستعلق تعاونها لتنظيم الانتخابات في الضفة الغربية إذا شاركت حماس فيها.
وفي إطار الجهود الفلسطينية الدبلوماسية لمواصلة العملية السياسية يتوجه الرئيس محمود عباس غدا إلى باريس ومنها إلى مدريد ثم واشنطن، في إطار جولة بدأها الأحد في الأردن ومصر لحشد الدعم من أجل تحريك مفاوضات السلام مع إسرائيل.