تضارب نتائج الاستفتاء ومقتل ستة جنود أميركيين بالعراق

تضاربت المعلومات المتعلقة بنتائج الاستفتاء على مسودة الدستور العراقي، إلا أن النتائج الأولية ترجح موافقة الناخبين العراقيين على المسودة.
فقد أعلن مسؤول في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أن 71% من المقترعين في محافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية قالوا "لا" للدستور، موضحا أن النتيجة أولية وليست نهائية وسيتم تدقيق النتائج كي تعلن رسميا في وقت لاحق. ومن المرجح أن يرفضه أيضا الناخبون في محافظة الأنبار.
وقال مسؤول حكومي كبير إنه تم فرز 419 ألف بطاقة اقتراع من مجموع 643 بطاقة أدلى بها الناخبون، وإن النتائج أظهرت أن نسبة المؤيدين بلغت 75% ما يعني في واقع الأمر "استبعاد احتمال رفض المحافظة للدستور". ورفض الزعماء الأكراد اتهامات العرب السنة بأنهم ملؤوا الموصل بالناخبين الأكراد.
وفي محافظة ديالى التي يقطنها خليط من العرب السنة والشيعة والأكراد والتركمان وصلت نسبة المشاركة 66% حسب المعلومات الأولية من مصادر المفوضية العليا.
وقال مدير مفوضية ديالى عامر لطيف آل يحيى إن المشاركة كانت كبيرة والنتائج الأولية تشير إلى موقف إيجابي. وحسب تقديره فإن ديالى لن تكون ضمن المحافظات الثلاث التي قد ترفض المسودة.
وفي ظل هذه الأرقام وتداعياتها على الأوضاع السياسية, نفى الخبير الإعلامي في المفوضية فريد أيار صدور أي أرقام عن النتائج، موضحا أن الأرقام الصادرة من بعض المكاتب هنا وهناك قد تكون تكهنات أو اجتهادات أو تسريبات.
وتستلزم قواعد الاستفتاء تصويت ثلثي الناخبين في ثلاث على الأقل من محافظات العراق الـ18 بالرفض ليسقط مشروع الدستور حتى لو وافق عليه أكثر العراقيين.
استباق للنتائج
وبينما كانت عملية فرز الأصوات لا تزال مستمرة، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للصحفيين في لندن إن العراقيين أقروا الدستور فيما يبدو.
وأثار ذلك غضب بعض زعماء العراقيين السنة الذين اتهموها بالضغط على المسؤولين العراقيين للعبث بالنتيجة، ما دفعها للقول في وقت لاحق إن النتيجة النهائية لم تعرف بعد ولكن التصويت بنعم سيساعد في تحويل دفة الأمور ضد ما سمتها عمليات التمرد التي دفعت العراق إلى شفا الحرب الأهلية.
من جهته أشاد الرئيس الأميركي جورج بوش بالمشاركة في الاستفتاء حول الدستور العراقي, واصفا عملية التصويت بأنها "يوم إيجابي جدا للعراقيين".
وقال بوش في تصريح في البيت إن المؤشرات الأولى تدل على أن نسبة المشاركة كانت أهم من نظيرتها في انتخابات يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي الشأن السياسي أيضا قال مكتب الرئيس العراقي جلال الطالباني إن الانتخابات البرلمانية ستجرى يوم 15 ديسمبر/كانون الأول القادم.
خسائر أميركية
على الصعيد الأمني أعلن الجيش الأميركي في بيانين مقتل ستة من جنوده في مدينة الرمادي وقرب الفلوجة يوم أمس السبت.
وأوضح بيان للجيش الأميركي أن خمسة جنود من اللواء الثاني والفرقة الثانية في قوة مشاة البحرية الأميركية (المارينز) قتلوا أثناء اشتباكات مع عناصر مسلحة عندما انفجرت عبوة ناسفة في عربتهم بالرمادي.
وأضاف بيان آخر أن جنديا من الفرقة الثانية في قوات المارينز توفي جراء إصابته بجروح أثناء اشتباكات مع مسلحين عندما انفجرت عبوة ناسفة بعربته في الصقلاوية غرب الفلوجة.
وبذلك يرتفع إلى 1966 جنديا عدد قتلى الجيش الأميركي في العراق منذ غزو هذا البلد في مارس/آذار 2003 وفقا لأرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
من جهة أخرى أعلن الجيش الأميركي اليوم اعتقال من وصفه بأنه مسؤول الدعاية في تنظيم القاعدة غرب العراق أثناء عمليات دهم جرت الشهر الماضي.
وأوضح أن القوة المتعددة الجنسيات دهمت مكانا مشتبها به كملجأ آمن للمسلحين حيث قبضت على ياسر خضر محمد جاسم الكرابلي الملقب بأبو دجانة يوم 25 سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي لندن أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن محققا كبيرا بالجيش البريطاني عثر عليه ميتا في قاعدة بريطانية بالبصرة جنوب العراق.