انقسام سني إزاء موافقة الحزب الإسلامي على مسودة الدستور

AFP - leading members of Iraqi political parties Left to right: Nasser al-Chadirchi (2nd L), member of the first governing council and of the Democratic National Party, Jawad al-Maliki


انقسم الشارع السني في العراق حيال موقف الحزب الإسلامي العراقي الذي أعلن موافقته الخميس على مسودة الدستور, حيث تظاهر المئات منهم احتجاجا على الموافقة, فيما دعا أئمة المساجد الكبرى إلى وحدة الصف ونبذ الخلافات.

وتظاهر مئات المسلمين السنة في شوارع بغداد بعد خروجهم من صلاة الجمعة في مسجد أبو حنيفة النعمان مرددين شعارات تندد بموقف الحزب الإسلامي وبأمينه العام محسن عبد الحميد.

ووصف المتظاهرون موقف الحزب بأنه محاولة لشق الصف داعين إلى رفض مسودة الدستور وإسقاطه في استفتاء السبت.

ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات تندد بمسودة الدستور ورددوا هتافات أدانو فيها موقف الحزب الإسلامي حيث قالت إحداها "لا للدستور.. لا للاحتلال.. لا لخداع الشعب".


undefinedوكان الحزب الإسلامي العراقي أعلن عن موافقته على مسودة الدستور بعد أن استجاب زعماء الكتل السياسية لطلبات تقدم بها الحزب وضمنت في مسودة الدستور وهو ما اعتبرته القوى السياسية والدينية السنية الأخرى خروجا عن الموقف الذي اتخذوه السبت الماضي والداعي إلى العمل على رفض مسودة الدستور العراقي والتصويت ضده.

وفي مدينة الرمادي التي تبعد 110 كيلومترات غرب بغداد أعلن أعضاء الحزب الإسلامي -في بيان تم توزيعه على أهالي المدينة الجمعة- انفصالهم عن الحزب بسبب موقفه من مسودة الدستور.

وجاءت المظاهرات بعد فترة وجيزة من دعوة خطباء الجمعة في مساجد السنة في العراق إلى لملمة الصف والتوحد وجمع الكلمة ونبذ الخلافات والابتعاد عن التشهير بغض النظر عن الموقف من الاستفتاء.

خطباء الجمعة
وقال إمام وخطيب جامع أم القرى في بغداد محمود الصميدعي في إشارة إلى التصويت على الدستور "ورغم أن رأينا (هيئة علماء المسلمين) هو رفض الدستور عبرالخروج إلى الاستفتاء بكلمة لا, لكننا لا ينبغي أن نأخذ الآراء الأخرى بكل حساسية وألا نؤاخذهم قبل أن نفهم وجهة نظرهم. وألا نكفر الآخرين على رأيهم".

ودعا الصميدعي القوى السياسية والدينية السنية إلى اتخاذ موقف موحد "وأن يتركوا الأنا الفردية ونحن الحزبية. فإن الأمة كادت أن تضيع ولا تعرف بأي رأي تأخذ".

undefinedومضى يقول "أناشدكم جمع الكلمة وألا يشهر أحدكم بالآخر. علينا جميعا أن نتحمل المسؤولية وأن نترك الخلافات الآن لأن الوقت لا يتسع للخلافات".

وفي محاولة أخرى يبدو أنها جاءت منسجمة مع موقف تبنته هيئة علماء المسلمين دعا أحمد حسن الطه -إمام وخطيب جامع أبو حنيفة النعمان في حي الأعظمية ببغداد- العراقيين إلى التوحد والابتعاد عن التشهير بغض النظر عن مواقف الأحزاب من الاستفتاء على مسودة الدستور.

وقال الطه في حشد من المصلين "يجب ألا ننكل بالطرف الآخر. هب أنهم اخطؤوا في التصرف هل معنى ذلك أنهم كفروا وأنهم خانوا؟".

وأضاف الطه "لا تشمتوا بنا الأعداء ولا تجعلونا موضوعا تلوكه ألسنة السفهاء. يجب ألا يكون همنا التمسك بالدستور وأن يكون همنا الأكبر هو التقارب والتواؤم".

المصدر : رويترز

إعلان