تواصل جهود إغاثة وترحيل المهاجرين الأفارقة بالمغرب

-

تواصل الأمم المتحدة البحث عن أفارقة تقول إنهم في وضعية صعبة بعدما أبعدتهم السلطات المغربية إلى المناطق الصحراوية إثر منعهم من التسلل إلى مدينتي سبتة ومليلة الواقعتين شمال المغرب والخاضعتين للسيطرة الإسبانية.
 
وأعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الأممية عن "قلقها العميق" على مصير مجموعة من المهاجرين الأفارقة الذين تركتهم القوات المغربية في الصحراء ووجهوا أمس الخميس نداء استغاثة.
 
وتركز المفوضية عمليات البحث التي تجريها في ثلاثة أماكن بكل من إقليم سمارة بالصحراء الغربية ومدينة نواديبو الموريتانية قرب الحدود مع المغرب. وقد أعربت نواكشوط الثلاثاء الماضي عن تحفظاتها على استقبال مهاجرين أبعدهم المغرب على متن حافلات، في حين سيتوجه فريق من المفوضية إلى مدينة غلميم جنوب المغرب حيث تتجمع حافلات المهاجرين الأفارقة.
 
من جهة أخرى تقول مصادر أمنية مغربية إنه تم منذ مطلع الأسبوع تجميع نحو 800 مهاجر أفريقي في مخيم تابع للجيش المغربي في بويزكارن (150 كلم جنوب أغادير).
 
وطالبت منظمة "أطباء بلا حدود" بضرورة معاملة هؤلاء الأشخاص بكرامة وأن يتمكنوا من الحصول على المساعدات التي هم بحاجة إليها وخصوصا الإسعافات الطبية والماء والمواد الغذائية والملجأ.
إعلان
 
ورغم إيواء المئات في ذلك المخيم، ترفض الحكومة المغربية إقامة مراكز عبور للمهاجرين الأفارقة إلى أوروبا، مبررة ذلك بكون المغرب لا يعتبر المنطقة معنية مباشرة بملف الهجرة غير الشرعية. وتقول بعض المصادر إن هناك نحو 10 آلاف مهاجر أفريقي في المغرب مستعدون للتسلل إلى سبتة ومليلة.

 

undefinedجسر جوي

وقد أعلن المغرب أنه سينظم نهاية الأسبوع الجاري جسرا جويا انطلاقا من مدينة غلميم لإعادة أكثر من ألف من المتسللين الذين طردوا إلى هذه المنطقة. وقد تم استدعاء عدد من السفراء الأفارقة للتوجه إلى غلميم للتعرف على رعاياهم.
 
في غضون ذلك استمرت عمليات ترحيل المهاجرين الأفارقة من وجدة (شمال شرق المغرب) حيث غادر مئات السنغاليين والماليين المغرب باتجاه بلدانهم على متن طائرات مغربية وأخرى استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة.
 
في المقابل ما زال آلاف الأفارقة الذين يعتزمون الهجرة إلى أوروبا عبر إسبانيا ينتظرون بين مالي والجزائر خشية أن لا يتمكنوا من مواصلة رحلتهم بعدما أصبحت الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة عمليا.
 

undefinedمسؤولية جماعية

وفي التداعيات الدولية لملف الهجرة دعت نحو 60 شخصية منها عدد كبير من النواب الأوروبيين الخضر والاشتراكيين في كثير من البلدان, الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق "سياسة حقيقية على صعيد الهجرة واللجوء"، منتقدين بشدة ما أسموه "أوروبا القلعة".
 
ودعت تلك الشخصيات في بيان بعنوان "أوروبا القلعة تسير قدما نحو حائط العار" الحكومة الإسبانية وحكومات دول الاتحاد والمفوضية الأوروبية إلى وقف هذه الإساءات الكثيفة والمتكررة لحقوق الإنسان, نتيجة سياسة الهجرة المنغلقة ونقل المشكلة إلى خارج الحدود.
 
كما انتقد الموقعون أيضا الحكومة المغربية بشأن ممارساتها حيال الذين يجتازون أراضيها محاولين التسلل إلى أوروبا.
 
في المقابل اعتبر رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو أنه يجب أن نظهر بعض التفهم حيال المغرب في قضية المهاجرين الأفارقة، مؤكدا أن المشكلة لا تخص المغرب لوحده ولكنها تتعلق بمجمل أفريقيا، وأكد مجددا وجوب مساهمة الاتحاد الأوروبي في الحل.
إعلان
 
وقد دعا المغرب وإسبانيا إلى عقد مؤتمر أوروبي أفريقي يضم جميع الدول المعنية بظاهرة الهجرة غير القانونية. جاء ذلك في ختام محادثات وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس في الرباط الثلاثاء الماضي مع نظيره المغربي محمد بن عيسى.
المصدر : وكالات

إعلان