CIA: أميركا تجاهلت توقعات باضطرابات عرقية بالعراق

13/10/2005
أفاد تقرير حديث لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) أن إدارة الرئيس بوش لم تول اهتماما يُذكر لتقارير أوردتها الوكالة قبل الحرب على العراق، تتوقع الاضطرابات العرقية والطائفية التي تهدد الآن مستقبل ذلك البلد.
وأضاف أن صناع القرار بالولايات المتحدة ركزوا بدلا من ذلك على تقييم الوكالة لبرنامج التسلح العراقي، مما ساعدهم على إثبات موقفهم بشأن الغزو الذي قادته واشنطن على العراق في مارس/آذار 2003 واتضح فيما بعد أنه خاطيء ومضلل.
وسجل التقرير إحدى مفارقات مجتمع السياسة التي "تقبل بشكل جيد معلومات المخابرات الفنية (برنامج الأسلحة) التي كان تحليلها خاطئا، لكنه لم يول اهتماما يُذكر فيما يبدو للقضايا الثقافية والسياسية (في عراق ما بعد صدام) والتي كان تحليلها صائبا".
وبررت الإدارة الأميركية غزو العراق استنادا إلى تأكيدات بأن الرئيس المخلوع صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل ويشكل تهديدا للولايات المتحدة، ولكن لم يُعثر على هذه الأسلحة. وألقت التحقيقات اللوم على وكالة الاستخبارات المركزية بسبب ثغرات كبيرة بمعلوماتها قبل الحرب.
وكان المدير السابق جورج تينيت هو من أمر بإعداد هذا التقرير الذي نشر بمجلة "دراسات في المخابرات" الفصلية التي تصدرها الوكالة. واستقال تينيت العام الماضي بعد انتقادات عنيفة بسبب التقييمات الخاطئة عن الأسلحة العراقية.
إعلان
وقال التقرير إن تقييمات الوكالة كانت صحيحة بدرجة كبيرة فيما يتعلق بالقضايا الثقافية والسياسية "وتوقعت بدقة ردود فعل الفصائل العرقية والعشائرية في العراق".
وأشارت إدارة بوش في بداية الغزو إلى أن العراقيين سيشعرون بالعرفان للقوات الأميركية وسيستقبلونها باعتبارها قوات محررة، كما قلل البيت الأبيض في البداية من شأن المقاومة.
لكن بعد أكثر من عامين مازال الوضع الأمني بالعراق في تدهور مستمر خاصة بسبب العمليات المسلحة، والتفجيرات التي تستهدف قوات تارة الحكومة العراقية والقوات الأميركية وتارة أخرى مدنيين بمراكز تجارية أو مساجد.
وتقرير الوكالة الذي أعده فريق قاده ريتشارد كير النائب السابق لمدير الوكالة، هو الأخير في سلسلة من ثلاثة تقارير عن معلومات المخابرات بشأن العراق.
المصدر : رويترز