دمشق تشيع كنعان وتحمل الإعلام مسؤولية مقتله

حمل وزير الخارجية السوري فاروق الشرع وسائل الإعلام اللبنانية دون أن يسميها المسؤولية عن مقتل وزير الداخلية السوري غازي كنعان الذي أعلن عن انتحاره أمس ودفن اليوم في مسقط رأسه.
وقال الشرع أثناء مشاركته مع عدد من المسؤولين في تشييع كنعان بدمشق إن كنعان كان يشكو من حملة تشهير شنتها وسائل الإعلام قبل انتحاره، مضيفا أن وسائل الإعلام عندما تستخدم الكلمات فإنها تستخدمها كالرصاص.
ومعلوم أن كنعان اتصل بإذاعة صوت لبنان قبل إعلان انتحاره بساعات لينفي أنباء وردت في تقرير بثته محطة "إن تي في" التلفزيونية اللبنانية واتهمته فيه بتقديم معلومات للمحقق في اغتيال رفيق الحريري ديتليف ميليس حول رشى تلقاها كنعان من الحريري ووزعها على مسؤولين سوريين ولبنانيين.
من جهته وصف عبد الله الدردري نائب رئيس الوزراء السوري كنعان إثر مواراته الثرى بالبطل الذي خدم لبنان بكل شرف وأمانة. وأضاف أن "مظاهر الوحدة الوطنية التي ترونها اليوم ما هي إلا دليل على أن هذا الرجل في حياته وفي مماته بطل قومي ووطني".
وشيع جثمان كنعان على مرحلتين جرت الأولى في دمشق بحضور رئيس الوزراء ناجي العطري ومسؤولين سياسيين وعسكريين، والثانية في بلدة بحمرة التابعة لللاذقية (350 كيلومترا شمال غرب دمشق).
وشارك في تشييع كنعان في مسقط رأسه نحو ثلاثة آلاف شخص معظمهم من سكان بحمرة –إحدى قرى العلويين- وتقدمهم نائب رئيس الوزراء الدردري وستة وزراء بينهم وزير الأوقاف محمد زياد الأيوبي ووزيرة المغتربين بثينة شعبان.
وحضر التشييع في بحمرة وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان برئاسة رئيس الحزب علي قانصو، كما ضم الوفد النائب أسعد حردان.
وقد أعلن المحامي العام الأول في دمشق محمد مروان اللوجي اليوم رسميا إغلاق ملف التحقيق في الحادث واعتباره انتحارا.
وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية إن تحقيقات الخبراء والطب الشرعي أثبتت قيام اللواء كنعان بوضع فوهة مسدسه في فمه وإطلاق النار.
وفي بيروت أشاد الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط أحد أقطاب الغالبية النيابية اللبنانية المعارضة لسوريا اليوم بمواقف كنعان. وقال في مؤتمر صحافي عقده في منزله بالمختارة "إذا كان كنعان يتحمل مسؤولية ما في مكان ما في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, فحسنا فعل في انتحاره, وإذا كان شعر بمهانة لكرامته فإنه عمل شجاع لرجل شجاع".
التمديد لميليس
في غضون ذلك أعلن وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي اليوم أن مجلس الوزراء اللبناني طلب رسميا "تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية" في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري حتى 15 ديسمبر/كانون الأول القادم.
وجاء طلب التمديد غداة صدور أول تلميح من الرئيس السوري بشار الأسد إلى استعداد بلاده للتعاون مع محكمة دولية محتملة في اغتيال الحريري حيث قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إنه إذا كان أمر القتل تم دون علمه فإن المسؤولين سيحاكمون بتهمة الخيانة.
وأشار العريضي إلى أن هذا الطلب يهدف إلى "دعم القضاء اللبناني" ويتطابق مع المهلة التي حددها أصلا مجلس الأمن الدولي للجنة والتي تنتهي في الخامس عشر من ديسمبر/ كانون الأول القمبل.
وأكد الوزيران عدم وجود علاقة بين تمديد مهمة اللجنة والتقرير الذي سيقدمه إلى الأمم المتحدة رئيس فريق التحقيق القاضي الألماني ديتليف ميليس قبل 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عن نتائج عمله.