تحذير دولي للوكالات الإنسانية من تصاعد العنف بدارفور

أوصت الأمم المتحدة في السودان الوكالات الإنسانية الدولية بتفادي التوجه إلى غالبية المناطق في إقليم دارفور الذي تمزقه الحرب, معتبرة أنها تشكل خطرا على أمنهم وسلامتهم.
" عاشوري أعلنت أن نحو ثلثي المناطق التي تعمل بها المنظمات الإنسانية في جنوب دارفور خطرة على أمن العاملين في المجال الإنساني " |
وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية بالسودان راضية عاشوري في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس إن نحو ثلثي المناطق التي تعمل بها المنظمات الإنسانية في جنوب دارفور تعتبر خطرة على أمن العاملين في المجال الإنساني، وقد تم إعلانها مناطق مغلقة بعد اشتباكات بين المتمردين والحكومة والهجمات الأخيرة على قوات الاتحاد الأفريقي وموظفي المعونة هناك.
وأضافت المتحدثة أن مشكلة قطع الطرق والنهب تأخذ أبعادا خطيرة في ولاية غرب دارفور، مشيرة إلى أن البعثة الأممية حظرت التنقلات على كل الطرق المؤدية إلى عاصمة الولاية الجنينة.
ورأت عاشوري أن ولاية شمال دارفور فقط تتمتع -على ما يبدو- بأمن نسبي، وأن وصول الوكالات الإنسانية إلى المنطقة كان برأيها أقل تأثرا و"يمكن الوصول إلى غالبية مناطق العمليات".
من جهة أخرى أكدت الأمم المتحدة أنها لا تزال تتلقى معلومات حول أعمال السرقة والنهب في محيط دارفور، وقالت عاشوري إن آلاف المدنيين يهربون من المخيمات التي أقيمت للنازحين في المنطقة بسبب أعمال العنف.
الصادق المهدي
وفي السياق اتهم زعيم حزب الأمة السوداني رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي الاتحاد الأفريقي بالعجز أمام حل أزمة إقليم دارفور غربي السودان.
وقال إن البعثة العسكرية الأفريقية عجزت عن القيام بالدور الرقابي والأمني المنوط بها بتحميلها كل الأطراف مسؤولية التردي ودخولها طرفاً في النزاعات بالإقليم.
واعتبر المهدي في مؤتمر صحفي عقده أمس أن هناك عوامل كثيرة أدت إلى تدهور الموقف الأمني بدارفور، منها الاختلافات بين الحركات المتمردة وأعمال العنف والنهب التي تمارسه تلك الجماعات، والتقييم الدولي السلبي للحالة الأمنية والإنسانية.
اجتماع نجامينا
من جهة أخرى تعقد اللجنة العسكرية المشتركة بين الحكومة ومتمردي دارفور والاتحاد الأفريقي اجتماعاً بالعاصمة التشادية نجامينا اليوم الخميس لبحث تردي الأوضاع الأمنية بدارفور وخروقات وقف إطلاق النار من الأطراف المتصارعة.
وأعلنت حركة العدل والمساواة المتمردة بدارفور أنها ستبلغ اللجنة برفضها مسلك الحكومة باعتقال عدد من أبناء دارفور في العاصمة الخرطوم على خلفية الأحداث الأخيرة.
مبعوث أميركي
على صعيد آخر أرسلت الولايات المتحدة قائما جديدا بالأعمال إلى السودان هو كاميرون هومي لإعطاء دفع دبلوماسي جديد لمفاوضات السلام والمحادثات الجارية من أجل وضع حد لأعمال العنف في إقليم دارفور.
وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية آدم إيرلي إن تعيين هومي المتخصص في حل النزاعات يثبت أن واشنطن تفرد مكانا مهما جدا لتطبيق خطة السلام في السودان ولتسوية الأزمة في دارفور.
ولا يوجد سفير أميركي في السودان منذ العام 1997. وشغل هومي الذي تعود خبرته إلى 30 عاما مناصب دبلوماسية في الجزائر وجنوب أفريقيا.