الأسد يعتبر أي سوري متورط باغتيال الحريري خائنا

نفى الرئيس السوري بشار الأسد أي علاقة لسوريا باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ولكنه قال إنه إذا أثبت التحقيق الدولي تورط سوريين في العملية فسيعتبرون خونة ويعاقبون بشدة.
جاءت تصريحات الأسد التي أوردتها شبكة CNN الإخبارية الأميركية على موقعها على الإنترنت قبيل الإعلان عن انتحار وزير الداخلية والمسؤول السابق عن الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان غازي كنعان.
وقالت الشبكة الأميركية إن تصريحات الأسد تمت قبل عملية الانتحار ونقلت على لسان الرئيس السوري أن السوريين الذين يثبت تورطهم في اغتيال الحريري "يمكن أن يحاكموا أمام القضاء السوري أو أمام محكمة دولية".
ونعت الحكومة السورية وزير داخليتها الذي انتحر في مكتبه قبل ظهر اليوم الأربعاء، وقالت إنها فتحت تحقيقا لمعرفة ظروف وملابسات الحادث.
ورغم أن الحكومة السورية لم تعلن تفاصيل الانتحار وملابساته، فقد قال مدير مكتب كنعان إن المسؤول السوري انتحر بإطلاق رصاصة في فمه.
تصريحات
جاء هذا الإعلان بعد ساعات فقط من إدلاء كنعان بتصريح لإذاعة صوت لبنان رد فيه على خبر أوردته محطة تلفزيون الجديد "NEW TV" حول شهادة أدلى بها أمام لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
وقال وزير الداخلية السوري الذي توفي عن عمر ناهز 63 عاما للمحطة الإذاعية "هذا آخر تصريح ممكن أن أعطيه" طالبا من مقدمة البرنامج أن تعطي التصريح لمحطات تلفزيونية أخرى.
وبدا كنعان خلال التصريح متماسكا وتحدث عن العلاقة الإيجابية بين لبنان وسوريا والدور الذي مارسه فيها.
وكانت محطة "NEW TV" التي طالما عرفت بعدائها للحريري, ذكرت في تقرير بثته مساء الثلاثاء أن كنعان قال أمام المحققين الدوليين في اغتيال الحريري إنه كان يتسلم شيكات من الحريري ويوزعها على لبنانيين وسوريين وإنه محتفظ بنسخ عنها.
وأوضحت المحطة أن كنعان ذكر بالتحديد أنه قبض من الحريري 10 ملايين دولار من أجل فرض القانون الانتخابي للعام 2000 الذي حقق الحريري بموجبه فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية في وقت كان في المعارضة.
وكان ضباط في اللجنة أجروا تحقيقات مع كنعان وضباط سوريين آخرين بشأن عملية اغتيال الحريري، ولكن اللجنة لم توجه لكنعان اتهامات بالضلوع في عملية الاغتيال، رغم أنها أشارت إلى مسؤولية أربعة من رؤساء أجهزة أمنية لبنانية كانوا على علاقة وطيدة بكنعان.
ويفترض أن يقدم ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية باغتيال الحريري تقريره لمجلس الأمن الدولي وسط توقعات بتمديد مهلة عملها لثلاثة أشهر أخرى.
" الولايات المتحدة تدعم بقوة حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة " |
دعم أميركي
من ناحية ثانية عبرت الولايات المتحدة عن دعمها القوي للحكومة اللبنانية بزعامة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي واجه مؤخرا انتقادات سورية ودخل في مواجهة سياسية مع الرئيس إميل لحود.
وقال ديفد ولش مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى موجها كلامه لوزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ بعد أن التقاه في بيروت "أود أن أعرب عن دعم الإدارة الأميركية القوي لبلادكم وللدور القيادي لحكومتكم الجديدة".
وأضاف المسؤول الأميركي "أتيت إلى لبنان للبحث في آخر المستجدات في المنطقة لا سيما النزاع العربي-الإسرائيلي ومتابعة الاجتماع التحضيري الذي عقد في نيويورك في سبتمبر/أيلول برعاية أميركية لمساعدة لبنان".
ويلتقي ولش عددا من المسؤولين اللبنانيين على رأسهم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، ولكنه لم يضع في جدوله الاجتماع بالرئيس اللبناني إميل لحود الذي يتعرض لحملة من المعارضة لمطالبته بالاستقالة بدعوى مسؤوليته عن حادث اغتيال الحريري.
من ناحيته أبدى السنيورة استغرابه لحملة الانتقادات السورية لما قالت صحف رسمية سورية إنه موقف سلبي له واتهاماته المبطنة لدمشق بالمسؤولية عن اغتيال الحريري إثر زيارته الأخيرة للولايات المتحدة.