هبة شعبية باكستانية لنجدة ضحايا الزلزال

البطانيات والألحفة أكثر العينات التي يتبرع بها الباكستانيون لضحايا الزلزال



ميهوب خضر-إسلام آباد

زلزال السبت الأسود في باكستان فاجعة لم يشهد مثلها تاريخ البلاد، فهب الجميع في باكستان لمساعدة السلطات وفرق الإغاثة الدولية لنجدة ضحايا الزلزال.

فقد تحولت القرى والمدن الناجية إلى مراكز لجمع التبرعات المالية والمساعدات العينية. أرصفة العاصمة إسلام آباد وغيرها من المدن الكبرى أصبحت تعج بهذا النوع من المراكز التي يقوم على إدارتها متطوعون انخرطوا في صفوف المنظمات الخيرية المحلية ولا يرجون سوى نجدة ملايين المشردين وآلاف الجرحى من بني جلدتهم الذين تأثروا بالكارثة.

المساجد تلعب دورا بارزا في معالجة الأزمة حيث شكلت معظمها لجانا خاصة لجمع التبرعات والمساعدات تمهيدا لإرسالها إلى المناطق المتضررة وأصبح مشهد الشاحنات المحملة بالأغطية في الشوارع العامة أمرا مألوفا وهي تتحرك نحو كشمير وشمال غرب البلاد.

المؤسسات التعليمية التي استفادت من العطلة الحكومية بما فيها الجامعات استنفرت قوى طلابها في دعم الحملة الإنسانية لإغاثة أكثر من 2.5 مليون مشرد أصبحوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في أجواء باردة ومناطق تتساقط فيها الثلوج بغزارة في فصل الشتاء.


undefinedجهود المتطوعين
وبينما هدم الزلزال ألف مستشفى وعيادة في مظفر آباد وبلاكوت ومانسهرة وآبت آباد، هب المئات من المستشفيات لا سيما من كراتشي ولاهور بإرسال فرق طبية قامت على الفور بتأسيس مستشفيات ميدانية لتأمين الحد الأدنى من العناية الصحية.

وأشاد رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز في تصريح للجزيرة نت بالجهود الشعبية في إغاثة متضرري الزلزال واصفا إياها بالرائعة. وأكد أنها تمثل حافرا للحكومة لتقديم وبذل المزيد وأضاف أن المواطنين في مدينة كراتشي يصطفون طوابير طويلة لتقديم المساعدات والحكومة ضاعفت من عدد رحلات الطيران من هناك لنقل المساعدات.

حتى أحزاب المعارضة نسيت خلافاتها مع الحكومة وأصبحت لغة الخطاب واحدة تنصب على معالجة الأزمة دون تبادل الانتقادات الأمر الذي دفع رئاسة الوزراء إلى تقديم شكرها للمعارضة على جهودها في حملات الإغاثة ومساندة الحكومة.

من جانبه أكد عضو مجلس الشيوخ عن مدينة مانسهرة التي دمر أكثر من 60% من منازلها في حديثه مع الجزيرة نت أن الشعب سبق الحكومة بخطوات في دعم ومساندة المتضررين.

وبدا واضحا أن الباكستانيين أدركوا ثقل الاختبار الذي يمرون به في مواجهة كارثة شبهت صحف محلية آثارها بآثار الحرب العالمية الثانية فبادروا إلى تقديم كل ما يستطيعون سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها.

وقد بلغت قيمة المساعدات التي جمعت من داخل باكستان 600 مليون روبية أي ما يقارب المليون دولار أميركي، ناهيك عن المساعدات العينية التي تقدر بالملايين.
_________________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة

إعلان