الناتو يقيم جسرا للإغاثة وباكستان تتخوف من الأوبئة


قرر حلف شمال الأطلسي (الناتو) إقامة جسر جوي إستراتيجي من أجل نقل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى منكوبي الزلزال المدمر الذي ضرب باكستان قبل أربعة أيام.
 
يأتي ذلك وسط تضاؤل الآمال في العثور على ناجين وتحذيرات من تفشي الأوبئة التي بدأت تنتشر بالفعل.
 
وقال مسؤول في الحلف إن أول طائرة بوينغ 707 من أسطول الناتو ستتوجه اليوم إلى سلوفاكيا لنقل مواد غذائية إلى باكستان.
 
معوقات الإغاثة
في غضون ذلك عرقلت العواصف والأمطار الغزيرة التي هطلت على مناطق شمالي وشمالي شرقي باكستان عمليات الإغاثة والإنقاذ لمنكوبي الزلزال والتي تشوبها الفوضى مع قلة عدد المروحيات وانسداد الطرق البرية.
 
وقد توقف طيران المروحيات إلى المناطق المنكوبة النائية بسبب الأحوال الجوية السيئة مما زاد من المأساة على الأرض. واضطر عشرات آلاف المشردين لقضاء ليلتهم في البرد القارص وسط الأمطار الغزيرة ومن حولهم الجثث المتحللة وأنظمة الصرف الصحي التي دمرها الزلزال.
 
وبينما أعلن رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز أن الزلزال شرد زهاء 2.5 مليون شخص وقتل 23 ألف شخص وجرح 51 ألفا آخرين. قدر مسؤولون في المناطق المتضررة عدد الضحايا بأكثر من 40 ألف قتيل.
 
وقال مراسل الجزيرة نت في باكستان إن صحفا باكستانية نشرت تقارير تشير إلى أن عدد قتلى الزلزال قد يتخطى الـ200 ألف شخص. وأقر المتحدث الرسمي للجيش الباكستاني الجنرال شوكت سلطان في تصريح للجزيرة نت بأن فرق الإغاثة لم تتمكن من الوصول إلى عدد من القرى والبلدات المنكوبة.
 
وأشار المراسل إلى أن بعض المسؤولين يعتقودون بمقتل 100 ألف شخص تحت أنقاض مدينة بالاكوت التي مسحت عن الخارطة، حيث ينحصر دور الجيش الباكستاني فيها على إلقاء مواد الإغاثة من المروحيات في الجو.
 
مخاطر وتذمر

undefinedومع مرور الوقت سريعا قال مسؤولو الأمم المتحدة في باكستان إن الآمال في العثور على ناجين بين آلاف دفنوا تحت أنقاض المباني في بلدات وقرى سواها الزلزال بالأرض تتلاشى. وإزاء هذا أصبحت مدن مثل مظفر آباد وبالاكوت وباغ ومانسهرة قاب قوسين أو أدنى من تحولها إلى مقابر جماعية.
 

في هذه الأثناء حذرت منظمة أطباء بلا حدود، من مخاطر انتشار الأوبئة في مظفر آباد والمناطق المنكوبة التي ظهرت فيها بعض الحالات، إذ لا تزال جثث الآلاف من الضحايا مدفونة تحت الأنقاض إضافة إلى نقص مياه الشرب والأدوية والأغذية للمشردين.
 
وحذرت الأمم المتحدة بالأخص من خطر انتشار الكوليرا والالتهاب الرئوي خصوصا مع عدم وجود فرق صحية كافية، حيث دمر الزلزال ألف مستشفى.
 
وفاض الكيل ببعض الناجين في مظفر آباد حيث تخيم رائحة الجثث المتعفنة على معظم المدينة وبدا الآلاف يغادرونها إلى مناطق أكثر أمنا.
 
ورغم أن رجال الإنقاذ ضاعفوا جهودهم للوصول إلى المناطق النائية التي ضربها الزلزال، فإن الناجين الذين ينتظرون بشغف وصول المساعدات عبروا عن سخطهم بسبب شح المساعدات قياسا بحجم الكارثة.
 
المساعدات

undefinedوفي هذا السياق واصلت الأسرة الدولية تقديم المساعدات الإنسانية والمالية العاجلة لباكستان. فقد أعلن البنك الدولي في بيان أمس أنه ضاعف مساعدته الأولية لباكستان لتصل إلى 40 مليون دولار لمساعدة الحكومة الباكستانية على مواجهة  الكارثة الضخمة.

 
كما أعلنت الأمم المتحدة اليوم أنها ستقدم مساعدات مالية بقيمة 272 مليون دولار على مدى ستة أشهر إلى ضحايا زلزال جنوب آسيا، إضافة إلى منح يابانية بقيمة 20 مليون دولار.
 
ولكن أعلى التبرعات جاءت من دول الخليج, حيث أعلنت الإمارات والكويت تخصيص مائة مليون دولار من كل منهما لعمليات الإغاثة.
 
كما قامت حكومات السعودية وقطر والبحرين وعمان بتقديم مساعدات مالية وعينية.
 
على الصعيد الدولي أعلن البيت الأبيض أن واشنطن قدمت مساعدة أولى بقيمة 50 مليون دولار لباكستان. وقدمت القوات الأميركية في أفغانستان ثماني مروحيات للمساعدة في عمليات الإغاثة بالمناطق المتضررة.
 
كما أعلن صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) أنه أصدر نداء لجمع 20 مليون دولار تخصص لمساعدة أطفال وعائلات الناجين.
 
وإزاء عجزها الواضح عن إغاثة أبنائها, قبلت باكستان مساعدات إغاثة من جارتها اللدود الهند التي قررت مضاعفة مساعدتها لباكستان ولمواطنيها في الشطر الهندي من كشمير الذين تضرروا من الزلزال الذي خلف 1244 قتيلا وخمسة آلاف جريح في المناطق الهندية.
إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان