الحركة الشعبية تتحرك لدمج أحزاب شمالية سودانية

شهدت بداية الأسبوع الحالي إعلان اندماج وتوحد الحركة الشعبية والتحالف الوطني السوداني (قوات التحالف السودانية) أحد فصائل التجمع الوطني الديمقراطي، وتحويل كافة هياكله العسكرية والسياسية لتصبح جزءا غير منفصل من الحركة.
هذه الخطوة التي اتخذتها الحركة الشعبية -وهي الشريك الثاني في حكومة السودان الجديدة- ربما تكون محسوبة نحو استيعاب بعض الفصائل الشمالية ذات الطابع العسكري في اتجاه نحو الانفتاح على الشمال والتخلي عن الثوب الجهوي الذي ظلت ترتديه منذ نشأتها حسب مراقبين.
وفي نفس الوقت اعتبر آخرون هذا الاندماج محاولة من الحركة لتقليد شريكها في الحكم المؤتمر الوطني الذي ضم إلى صفوفه بعض المنشقين من أحزابهم وتنظيماتهم السياسية الأخرى.
توحيد القوى
الحركة من جانبها أعلنت أنها تسعى باستقطابها لبعض الفصائل الشمالية إلى توحيد قوى السودان الجديد وقال ناطقها الرسمي بقطاع السودان الشمالي وليد حامد للجزيرة نت إن الحركة الشعبية ستسعى إلى جمع كل قوى السودان الجديد نحو برنامج وطني موحد.
وذكر أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التحالفات، ونفى أن تكون إستراتيجية الحركة مشابهة لإستراتيجية المؤتمر الوطني في الاندماج والتوحد مع بعض الفصائل.
واعتبر الطيب مصطفى نائب رئيس تنظيم السلام العادل (الانفصاليون الشماليون) أن سعي الحركة نحو القوى السياسية الشمالية صراع بين مؤيدي قرنق الذي ينادي بوحدة السودان ومؤيدي سيلفا كير الذي وصفه بأنه انفصالي.
وأكد مصطفى للجزيرة نت أن مجموعة قرنق تحاول فرض منهجه من خلال الاستقواء بالقوى الشمالية ليقولوا إن الحركة للسودان كله وليست للجنوب، وهو صراع داخل الحركة بين خطين متوازيين.
وأكد أن هذا الاتجاه يسنده اليسار السوداني متوقعاً عدم نجاح هذا المشروع في المستقبل.
أفادت مجموعة عبد العزيز خالد بأن التحالف الوطني السوداني لا يزال موجوداً بكل مؤسساته وهيئاته وقيادته وتمارس قطاعاته أنشطتها الجماهيرية دون أن يصدر منه قرار بحلها أو دمجها في أي جسم أو كيان سياسي آخر. " |
مجموعة خالد
وفي خط مواز لهذه الأنباء أفادت مجموعة عبد العزيز خالد بأن التحالف الوطني السوداني لا يزال موجوداً بكل مؤسساته وهيئاته وقيادته وتمارس قطاعاته أنشطتها الجماهيرية دون أن يصدر منه قرار بحلها أو دمجها في أي جسم أو كيان سياسي آخر.
وقالت في بيان لها اليوم إن الاندماج مع الحركة الشعبية هو شأن يخص مجموعة الدكتور تيسير محمد أحمد التي انقسمت عن التنظيم منذ أبريل/نيسان 2004.
وكان التحالف الوطني السوداني قد عانى عقب مؤتمره التمهيدي الذي عقد بالأراضى التي كان يسيطر عليها في شرقي البلاد في العام 1997 من أزمات أبرزها ما وصف بخروج قيادة التنظيم -ممثلة في رئيسه العميد عبد العزيز خالد وبعض من أعضائه- عن المؤسسية والديمقراطية.
وممازاد حدة الخلاف القرار الذي اتخذه العميد خالد بإبعاد رئيس دائرة التنظيم السياسية عبد العزيز دفع الله في العام 1999 والتنصل من قرار التنظيم والذي اتخذه في العام 2002 بالمضي قدماً في مشروع الوحدة مع الحركة الشعبية، ما دفع مجلس التنظيم المركزي لحل المكتب التنفيذي الذي يترأسه العميد خالد وتجميد سلطاته قبل اعتقاله بأبوظبى في العام الماضي وتسليمه للخرطوم التي أسقطت عنه تهماً تتعلق بالحرب على الدولة وتقويض نظام الحكم ثم أطلقت سراحه.
_______________
مراسل الجزيرة نت