احتجاجات على رفع أسعار الوقود في إندونيسيا

Indonesian students scuffle with policemen during an anti-government demonstration in Jakarta, 30 September 2005,

محمود العدم-جاكرتا

بدت مظاهرات الاحتجاج التي نظمتها الفعاليات الطلابية والنقابية في إندونيسيا احتجاجا على رفع أسعار الوقود وكأنها تأخذ طابعا شكليا سلميا, تسمح به أجواء الديمقراطية وحرية التعبيرعن الرأي التي يكفلها دستور ثالث أكبر دولة ديمقراطية في العالم بعد الهند والولايات المتحدة.

ورغم التنظيم المحكم الذي تميزت به هذه المظاهرات وشمولها كثيرا من الجزر الإندونيسية, فإن قوة تأثيرها وامتدادها بدا ضعيفا في الشارع الإندونيسي, حيث اقتصرت المشاركة على بضعة آلاف خلافا لما توقعه الكثيرون من أن المظاهرات ستكون حاشدة.

وعزا مراقبون الأسباب إلى سياسة الحكومة التي بادرت إلى تقديم برنامج المعونات قبل الإعلان عن رفع أسعار الوقود, وفي نفس الوقت استطاعت تمرير القانون عبر البرلمان الذي صوت بالموافقة عليه بأغلبية 273 من أصل 378 نائبا حضروا جلسة التصويت. ولم يعارض القانون سوى 83 نائبا معظمهم من حزب النضال الديمقراطي الذي تتزعمه الرئيسة السابقة ميغاواتي سوكارنو.

وكان الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبنغ يديونو قد حث المتظاهرين على التعبير عن رأيهم  بالطرق السلمية ودون إثارة الشغب وأعمال العنف, ودعاهم إلى عدم التعرض للممتلكات العامة والخاصة.

وقال يوديونو في لقاء مع موجهين من الجامعات الإندونيسية إن قرار رفع أسعار الوقود جاء بعد استشارة الحكومة للبرلمان الذي وافق عليه, وإن من حق أي مواطن أن يعترض على أي قرار تتخذه الحكومة، لكن ضمن الأطر التي يسمح بها القانون.


undefinedإسقاط الحكومة
وعبر المتظاهرون عن استيائهم من سياسات الحكومة الاقتصادية التي أدت إلى رفع أسعار الوقود مرتين خلال أقل من نصف عام, وانتقدوا توقيت القرار الذي يتزامن مع شهر رمضان المبارك ويتنافى مع معانيه.

وطالبت حركة الطلاب المسيحيين الحكومة بمحاربة الفساد المستشري فيها قبل محاربة الفقراء في لقمة عيشهم, والتوقف عن سياسة التضليل التي تمارسها الحكومة ضد الفقراء الذين يشكلون غالبية الشعب.

من جهتها دعت رابطة طلاب الحقوق والقضاء مجلس النواب إلى الاضطلاع بمسؤولياته وعدم التماشي مع سياسات الحكومة ضد الشعب، وطالبت بالشروع في عمل استفتاء شعبي لإسقاط حكومة الرئيس يوديونو.

وقال الناطق باسم تحالف مطالب الشعب إن الرئيس ونائبه أخلفا الوعود الانتخابية التي قطعاها للشعب الذي انتخبهما.

وتنوعت طرق التعبير عن رفض القرار، فمن رفع لافتات الاحتجاج إلى بعض العروض الدرامية التي تمثل الحالة البائسة التي يعيشها المواطن الإندونيسي, إضافة إلى استخدام الدمى وتلوين الأجساد بلون النفط.

وشهدت العاصمة الإندونيسية جاكرتا تواجدا أمنيا كثيفا, حيث أعلن رئيس شرطة العاصمة الجنرال فيرمان غني نشر نحو 5500 شرطي -بمن فيهم شرطة مكافحة الشغب- حول المراكز الحساسة في المدينة ومنها المقر الرئاسي ومقر نائب الرئيس والبرلمان وحول مقر شركة النفط الرئيسية.

وتركزت المظاهرات في جاكرتا في محيط المقر الرئاسي, ولم تسجل أعمال شغب لافتة سوى بعض الاشتباكات بين عناصر الشرطة والمحتجين حول منزل نائب الرئيس. ورفعت عناصر نسائية من الشرطة لافتات تشير إلى تعاونهن مع المواطنين وتدعوهم إلى التزام القانون.
_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة

إعلان