استقالة عضوة بارزة من مجلس مسلمي فرنسا
استقالت واحدة من المرأتين الوحيدتين بين أعضاء مجلس مسلمي فرنسا من منصبها احتجاجا على انشغال هذه الهيئة في الصراع على السلطة والمسائل الإجرائية.
وقالت عالمة الاجتماع دنيا بوزر وهي خبيرة في شؤون المسلمين المولودين في فرنسا -في مقابلة صحفية- إن وجودها بالمجلس لم يعد له ما يبرره بعد أن فشل في وقف التمييز الذي يتعرض له الشبان المسلمين، مشيرة إلى أن أي مناقشة للمشكلات التي يواجهها الفرنسيون من أصول مهاجرة لم تبحث قط في المجلس.
وأوضحت بوزر أن تولي مهاجرين إدارة المجلس كان معناه أن الشبان المسلمين يشعرون بعدم وجود تمثيل لهم هناك، وأنهم لا يحصلون على إرشادات بشأن سبل العيش كمسلمين في دولة علمانية غربية.
وأضافت أن المجلس سيعاني من التنافسات التي تقسم أعضاءه حسب الدول التي ينتمون إليها بسبب عدم وجود أغلبية من المسلمين المولودين في فرنسا في مجلس إدارته، متهمة الداخلية الفرنسية باللعب على هذه التنافسات تبعا لأولوياتها السياسية.
وفي أول رد فعل على هذا القرار عبر دليل أبو بكر رئيس المجلس وأمام مسجد باريس الكبير عن أسفه لاستقالة بوزر ودافع عن تركيزه خلال العامين الأخيرين على الحفاظ على المجلس الهش من الانهيار.
وكانت بوزر من بين العديد من الخبراء المستقلين في مجلس مسلمي فرنسا الذي تسيطر عليه جهات وجمعيات منافسة يدعمها المغرب أو الجزائر أو جماعات وثيقة الصلة بالإخوان المسلمين. وكان من المفترض أن يمثل هؤلاء المجتمع المدني، إلا أن تأثيرهم كان محدودا.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا أنشأت المجلس قبل عامين وسط قلق من تزايد نفوذ الإسلاميين لكي يكون الجهة الرسمية التي تمثل الإسلام وتقوم بالتوسط في أمور تسبب الاحتكاك بين الأقلية المسلمة البالغ تعدادها خمسة ملايين والدولة العلمانية.